للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلع على اثنين وعشرين أميرا من السلاحية]

وفي ربيع الآخر: خلع على اثنين وعشرين أميرا من السلاحية، ثم تواترت الأخبار بتغير مسعود التغير الكلي، وجمع العساكر وأن قصده بغداد فبعث الخليفة إلى بكبه فوعد بالمجيء، وصل دبيس إلى حلوان ومعه عسكر قد تقدمهم مسعود في المقدمة، وجمع مسعود العساكر وأقطعهم البلاد والعراق وعزم على المجيء إلى بغداد وتجهز، فلما سمع الخليفة ذلك بعث مقدمته إلى المرج، وهم الجاولي شحنة بغداد وكجبه وأرغش [١] ، وجماعة من السلاحية في ألفين وخمسمائة فارس، وقال: تقيمون هناك وتحفظون الطريق إلى أن أصل إليكم، وبعث إلى زنكي وكان على باب دمشق قد حاصرها لما قتل تاج الملوك وولي أخوه وكان صغيرا فطمع فيهم زنكي، فبعثوا إلى الخليفة حملا كثيرا، وخطا بخمسين ألف دينار، وقالوا: ادفع عنا زنكي ونحن نحمل هذا في كل عام، فبعث إليه تنح عنهم واخطب للصبي وتعال معه إلى العراق حتى اخطب له ونتساعد على مسعود، فقال: السمع والطاعة، وخطب للصبي.

وأما حديث مسعود: فإن عمه سنجر بعث بخادم يقول له: هؤلاء الأمراء الذين معك، وهم: البازدار، وابن برسق، وقزل، ويرنقش ما يتركونك تبلغ غرضا لأنهم عليك لا معك، وهم الذين أفسدوا أمر أخيك طغرل، فإذا وقفت على المكتوب فابعث إلى رءوسهم، فأطلعهم على المكاتبة، وقال: لو أردت بكم سوءا لفعلت، فقبلوا الأرض، وقالوا الآن علمنا أنك صافي القلب لنا، فابعث دبيسا في المقدمة فلما انفصلوا عنه قالوا ما وراء هذا خير فيجب أن نمضي إلى أمير المؤمنين فإن له في رقابنا عهدا، وهذا عقد به الغدر، فكتبوا إلى أمير المؤمنين إنا قد انفصلنا عن مسعود، ونحن في بلاد ابن برسق، فإن كان لك نية في الخروج فاخرج فنحن في يديك، وإلا فاخطب لبعض أولاد/ السلاطين، ونفذ به حتى نكون معه فأجابهم: كونوا على ما أنتم عليه فأنا صائر إليكم [٢] ١٢٨/ ب وتجهز للخروج وبعث سديد الدولة اليهم يطيب قلوبهم ويعدهم بالإقطاع ويخبرهم أنه في أثره، فلما سمع مسعود بذلك رحل في جريدة ليكبسهم فانهزموا من بين يديه يطلبون العراق، فأخذ أموالهم ونهب البلاد وسبقهم سديد الدولة إلى بغداد مخبرا بالحال، فاعتد بالإقامة والتحف والأموال ليتلقاهم.


[١] في ص: «وكجية وأرغش» .
[٢] في ص: «ما أنتم عليه فاصابر إليكم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>