للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمى في عمى في ظلمة فوق ظلمة ... تراكمها من دونه يعجز الصبر

وكان مع هذا الاعتقاد يعرف منه فواحش وأغرى بالطلب من الناس لا عن حاجة فخلف ثلاثمائة دينار.

ومات يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخر وصلى عليه في رحبة الجامع ودفن بمقبرة باب حرب.

وكتب إلى أبو بكر الدلال وكان من أهل السنة الجياد قال رأيت في ما يرى النائم كأني في سوق وكأن صدقة بن الحسين الحداد عريان وحوله جماعة فتبعته فصعد درجة/ فصعدت خلفه فقلت يا شيخ صدقة ما فعل الله بك؟ فقال لي ما غفر لي، فقلت له ١١٨/ أكذا؟ قال نعم وأعاد القول مرة أخرى وغير عبارته قال قلت له اغفر لي قال ما أغفر لك ونزل من الدرجة فقلت أين تسكن؟ فقال في بيت في خان فانتبهت فلقيت رجلا كان صديق صدقة فحدثته بما رأيت فقال لي إني رأيت في المنام امرأة أعرف أنها ميتة فقلت لها رأيت صدقة؟ قالت نعم رأيته وسألته ما فعل الله بك؟ قال قد وكل بي كل ملك في السماء وقد ضايقوني حتى قد حنقوني فقلت أين تكون؟ قال مسجون.

٤٣٢١- فاطمة بنت نصر بن العطار

[١] توفيت يوم الأربعاء سادس عشر رمضان واخرجت جنازتها بكرة الخميس إلى جامع القصر ونحي شباك المقصورة لأجلها وحضر جميع أرباب الدولة [سوى] [٢] الوزير وصلى عليها أخوها صاحب المخزن وامتلأت الأسواق والشوارع بالناس أكثر من يوم العيد وشيعها [٣] إلى مقبرة أحمد بن حنبل خلق كثير من الأكابر ودفنت عند أبيها وشاع عنها الذكر الجميل والزهد في الدنيا، وحدثني أخوها صاحب المخزن أنها كانت كثيرة التعبد شديدة الخوف ما خرجت في عمرها من بيتها إلا ثلاث مرات لضرورة وما كانت تلتفت الى زينة الدنيا.


[١] انظر ترجمتها في: (البداية والنهاية ١٢/ ٢٩٩) .
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] في ص: «وتبعها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>