للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السبب أن الدار التي وقفها سابور الوزير بين السورين احترقت، ونهب أكثر ما فيها، فبعثه الخوف على ذهاب العلم أن وقف هذه الكتب.

وفي شعبان: ملك محمود بن نصر حلب والقلعة، فمدحه ابن أبي حصينة فقال:

صبرت على الأهوال صبر ابن حرة ... فأعطاك حسن الصبر حسن العواقب

وأتعبت [١] نفسا يا ابن نصر نفيسة ... إلى أن أتاك النصر من كل جانب

وأنت امرؤ تبني العلى غير عاجز ... وتسعى إلى طرق الردى غير هائب

تطول بمحمود بن نصر وفعله ... كلاب كما طالت تميم بحاجب

وعاد طغرلبك إلى الجبل في هذه السنة بعد أن عقد بغداد وأعمالها على أبي الفتح المظفر بن الحسين العميد في هذه السنة بمائة ألف دينار، ولسنتين بعدها بثلاثمائة ٣٣/ ب ألف دينار، فشرع العميد في عمارة سوق الكرخ/، وتقدم إلى من بقي من أهلها بالرجوع إليها، ونهاهم عن العبور إلى الحريم والتعايش [٢] فيه، وابتدأت العمارة ثم تزايدت مع الأيام حتى عاد السوق كما كان دون الدروب والخانات. والمساكن.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٣٦٩- باي [٣] بن جعفر بن باي، أبو منصور الجيلي الفقيه

[٤] :

أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب قَالَ: سكن باي بغداد، ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني، وسمع من أبي الحسن بن الجندي، وأبي القاسم الصيدلاني، وعبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال، كتبنا عنه وكان ثقة، وولى القضاء بباب الطاق وبحريم دار الخلافة، ومات في المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.


[١] في الأصل: «وأرهيت» .
[٢] في الأصل: «التعيسن» .
[٣] في الأصل، ص: «بالي بن جعفر بن بالي» . وفي ت: «بابي» .
وفي البداية والنهاية ١٢/ ٨٥ لم يورد المؤلف اسمه بل أورد كنيته فقال: «أبو منصور الجيلي» .
وما أثبتناه هو ما في تاريخ بغداد ٧/ ١٣٦.
[٤] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ٧/ ١٣٦. والبداية والنهاية ١٢/ ٨٥. والكامل ٨/ ٣٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>