أنه في عشية يوم الأحد خامس عشر المحرم استدعى الوزير أبو طالب علي بن أحمد السميرمي، وخاطبه في معنى دبيس فإن في قربه من مدينة السلام خطرا على أهلها، وإنا نؤثر مقام آقسنقر البرسقي عندنا لأنا لا نشك في نصحه، فوافق السلطان محمود على ذلك، وكوتب البرسقي لينحدر، وأرسل في ذلك سديد الدولة أبو عبد الله ابن الأنباري، فأقبل إلى بغداد فخرج وزير السلطان فتلقاه، ونصبت له الخيم بتولي فراشي الخليفة الخواص.
وفي يوم الأربعاء/ حادي عشر المحرم: قصد برنقش دار الخلافة ومعه منصور ٨٤/ أأخو دبيس، وأنزل عند باب النوبي فقبل الأرض وجلس عند حاجب الباب ليطالع بحاله، ثم مضى برنقش إلى الديوان، وقال: إن السلطان يخاطب في الرضا عن منصور ويشفع في ذلك، فنزل الجواب عرف حضور منصور بالشفاعة المغيثية معتذرا مما جرى من الوهلات، وتقدم من الإساءات وما دام مع الرايات المغيثية فهو مخصوص بالعناية مشمول بالرعاية.
[زيادة الماء حتى خيف على بغداد من الغرق]
وفي هذه السنة: زاد الماء حتى خيف على بغداد من الغرق، وتقدم إلى القاضي أبي العباس ابن الرطبي [١] بالخروج إلى القورج ومشاهدة ما يحتاج إليه، وهذا القورج الذي غرق الناس منه في سنة ست وستين تولى عمارته نوشتكين خادم أبي نصر بن جهير