للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزنج البصرة ما كان، وقتلوا بها [١] من قتلوا، وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم والرياشي قائم يصلى [٢] الضحى، فضربوه بالأسياف، وقالوا: هات المال! فجعل الرياشي يقول: أي مال؟ حتى مات فلما خرج الزنج عن البصرة دخلناها فمررنا ببني مازن وهناك كَانَ ينزل الرياشي فدخلنا [٣] مسجده فإذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها، واذا شملة تحركها الريح، وقد تمزقت، واذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق له بطن، ولم يتغير له حال، إلا أن جلده قد لصق بأعظمه ويبس، وذلك بعد مقتله [٤] بسنتين [٥] رحمه الله.

١٥٩٩- فضل الشاعرة.

كانت من مولدات البصرة، وأمها من مولدات اليمامة، وبها ولدت، ونشأت في دار رجل من بني عبد القيس فأدبها وخرجها وباعها فكانت [فصيحة أديبة] ولم يَكُنْ [فِي زمانها] [٦] امرأة أشعر منها فاشتراها مُحَمَّد بن المفرج الرخجي فأهداها إلى المتوكل، فلما أدخلت عليه قَالَ لها: أشاعرة أنت؟ قالت: كذا يزعم من باعني ومن اشتراني [٧] فقال: أنشديني من شعرك فقالت:

استقبل الملك إمام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا

خلافة أفضت إلى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا

إنا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الأمر ثمانينا

لا قدس الله امرأ لم ... يقل عند دعائي لك آمينا

فقال المتوكل لعلي بن الجهم: قل بيتا وطالب فضل الشاعرة بأن تجيزه، فقال [علي] [٨] أجيزي يا فضل.


[١] في الأصل: «وقتلهم من قتلوا» .
[٢] في ك: «قد صلّى» .
[٣] «دخلناها فمررنا ببني مازن، وهناك كَانَ ينزل الرياشي، فدخلنا» ساقطة من ك.
[٤] في ك: «قتله» .
[٥] تاريخ بغداد ١٢/ ١٤٠.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في ك: «اشترى» .
[٨] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>