للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الخميس ثامن جمادى الأولى: أذن في إقامة الجمعة [١] بمسجد ابن المأمون بقصر عيسى فأقيمت فيه يومئذ.

وفي يوم السبت غرة جمادى الآخرة: عبرت إلى جامع المنصور فوعظت فيه بعد العصر وعبر الناس من نهر معلى واجتمع أهل المحال فحزر الجمع مائة ألف ورجعنا إلى نهر معلى والناس ممتدون من باب البصرة كالشراك إلى الجسر وكان يوما مشهودا] [٢] .

[مجيء الخبر بنصر المسلمين على الافرنج]

وجاء الخبر بنصر المسلمين على الافرنج في غرة جمادى الآخرة [٣] [وخرج أمير المؤمنين يوم الثلاثاء رابع عشرين جمادى الآخرة أول وقت الضحى إلى الكشك وخرج الناس لرؤيته على ما جرت به العادة فبات في الكشك وخرج بكرة إلى الصيد فبقي الأربعاء والخميس ودخل الدار العزيزة قبل المغرب ثم تقدم إلى بالجلوس بباب بدر تحت المنظرة يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة فتكلمت فيه بعد العصر وأمير المؤمنين حاضر وجرى مجلس مستحسن تاب فيه جماعة وقصت فيه شعور وذكرت خروجه إلى الكشك في قصيدة أنشأتها وهي:

يا سيد الخلق وعين الأكوان ... خليفة الله العظيم السلطان

يا شمس جود نورها في البلدان ... يا بدر تم تم لا عن نقصان

ظهرت للخلق ظهور البرهان ... عاشت به أرواح أهل الإيقان

زين بك البر وزينت أوطان ... صدت القلوب حين صادوا الغزلان

بحلمك الوافر بل بالإحسان ... والكشك قد حقر قدر [٤] الإيوان

هذا على التوحيد وضع البنيان ... بني الإله ودهم في الجثمان

الحجر والبيت لهم والأركان ... أصبحت كالروح ونحن أبدان


[١] في الأصل: «وأقيمت الجمعة ثامن جمادى الأولى» .
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] «في غرة جمادى الآخرة» سقطت من ت، ص.
[٤] في ص: «خفر فتت» وهذا الجزء ساقطة من الأصل. كما سيأتي في الهامش التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>