للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: أَمَّا الْمَرَّةُ الأُولَى فَقَدْ نَصَحَكَ، وَأَمَّا الأُخْرَى فَقَدْ غَشَّكَ، لأَنَّكَ إِذَا عَزَلْتَهُمْ يَقُولُونَ هُوَ قَتَلَ صَاحِبَنَا، وَيُؤَلِّبُونَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أولّي مِنْهُمْ أَحَدًا أَبَدًا، فَإِنْ أَقْبَلُوا فَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَدْبَرُوا بَذَلْتُ لَهُمُ السَّيْفَ. ثُمَّ قَالَ لِي: سِرْ إِلَى الشَّامِ فَقَدْ وَلَّيْتُكَهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِرَأْيٍ، مُعَاوِيَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ، وَعَامِلُهُ عَلَى الشَّامِ، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقِي بِعُثْمَانَ، أَوْ أَدْنَى مَا هُوَ صَانِعٌ أَنْ يحبسني فيتحكم ٢٦/ ب عَلَيَّ، وَلَكِنِ اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَنِّهِ وَعِدْهُ. / فَأَبَى عَلِيٌّ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لا كَانَ ذَلِكَ أَبَدًا.

ومن الحوادث فِي هذه السنة [مسير قسطنطين ملك الروم يريد المسلمين] [١]

أنه سار قسطنطين بن هرقل فِي ألف مركب يريد أرض المسلمين، فسلط الله عليهم قاصفا من الريح فغرقهم، ونجا قسطنطين، فأتى صقلية [٢] ، فصنعوا له حماما فدخله فقتلوه فيه، وقالوا: قتلت رجالنا.

ذكر من توفي فِي هذه السنة من الأكابر

٢٨١- عُثْمَان بْن عَفَّانَ رضي الله عنه [٣] :

وقد سبق ذكر مقتله.

أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ [الْحَسَنِ، قال: أخبرنا أبو] [٤] الحسين بن بشران، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ، قَالَ:

بَلَغَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْعُمُرِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وترك قيمة ألف ألف درهم.


[١] تاريخ الطبري ٤/ ٤٤١، والعنوان غير موجود في الأصول.
[٢] في الأصول: ونجا قسطنطين في صقلّيّة» .
[٣] طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ٣٦.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>