للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأتراك بثلاثين رجلا من السواد [ية يريدون أن] [١] يفجروا نهرا فقتلهم الأتراك، ثم تصاف العسكران يوم الخميس سلخ ربيع الأول فأجلت الوقعة عن هزيمة البرسقي، فقد كان في خمسة آلاف فارس نصفهم لابس، وكان عسكر دبيس في خمسة آلاف فارس بأسلحة ناقصة، وعدد مقصرة إلا أن رجالته كانت كثيرة، وكان سبب هزيمة البرسقي أنه رأى في الميسرة خللا، فأمر بحط خيمته لتنصب عندهم ليشجعهم بذلك وكان ذلك ضلة من الرأي، لأنهم لما رأوا الخيمة قد حطت أشفقوا فانهزموا، وكان الحر شديدا فهلكت البراذين والهمالج عطشا وترقب الناس من دبيس بعد هذا [٢] ما يؤذي فلم يفعل، وأحسن السيرة فيما يرجع إلى أعمال الوكلاء، وراسل الخليفة بالتلطف [٣] ، وتقررت قواعد الصلح واستقر إنفاذ قاضي القضاة الزينبي ليحلف سيف الدولة/ على المستقر ٨٥/ أفعله بعد الصلاح، فاستعفي فأعفي ونص على أبي العباس ابن الرطبي فخرج مع ناصح الدولة أبي عبد الله الحسين ابن جهير وتبعهما إقبال الخادم، وعادوا إلى الحلة، فقصدوا وقت دخولهم دار الوزير ابن صدقة ليوهموه خلاف ما هم عليه من تقرر الأحوال على عزله، فلم يخف عليه ولا على الناس، وعرف أن التقريرات استقرت بينهم عليه وانزعج وكان كل واحد من دبيس وابن صدقة معلنا بعداوة الآخر، فبكر ابن صدقة إلى الديوان على عادته، وجلس في الموكب، وكان يوم الخميس، وخرج جواب ما أنهى ثم استدعي إلى مكان وكل به فيه، ونهبت داره التي كان يسكنها بباب العامة ودور حواشيه وأتباعه، وقبض على حواشيه وعلى عز الدولة أبي المكارم ابن المطلب، ثم أفرح عنه ورد إليه ديوان الزمام بعد ذلك.

[استدعاء علي بن طراد إلى باب الحجرة]

وفي غداة يوم الجمعة الحادي والعشرين من جمادي الأولى: استدعى بأمر الخليفة [٤] علي بن طراد إلى [باب] [٥] الحجرة، وأخرجت له خلع من ملابس الخاص، ووقع له بنيابة الوزارة، وكان نسخة التوقيع: «محلك يا نقيب النقباء من


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «وترقب الناس بعد هذا من دبيس ما يؤذي» .
[٣] في ص: «وراسل الخليفة بالتلفظ» .
[٤] في ص: «من جمادى الأولى تقدم الخليفة باستدعاء» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>