للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأطعمة والأواني، فَقَالُوا: اكشف ذَلِكَ فكشفه فلم يؤمنوا، فأرسل عَلَيْهِم الدم، وَكَانَ الإسرائيلي يَأْتِي والقبطي يستقيان من ماء واحد فيخرج ماء هَذَا القبطي دما، ويخرج للإسرائيلي ماء، فسألوا موسى، فدعا فكشف فلم يؤمنوا.

قَالَ ابْن عَبَّاس: مكث موسى فِي آل فرعون بَعْد مَا غلب السحرة عشرين سَنَة يريهم الآيات: الجراد، والقمل، والضفادع، والدم.

قَالَ علماء السير: ثُمَّ إِن اللَّه تَعَالَى أوحى إِلَى موسى وأخيه أَن يقولا قولا لينا، فقال له موسى: هل لَكَ فِي أَن أعطيك شبابك/ ولا تهرم وملكك فلا ينزع منك، فَإِذَا مت دخلت الْجَنَّة وتؤمن بي، فَقَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى يَأْتِي هامان، فلما جاء أخبره فعجزه، وَقَالَ: تعبد بَعْد مَا كنت ربا، فخرج فقال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ٧٩: ٢٤ [١] .

قَالَ السدي [٢] : بَيْنَ هذه الكلمة وبين قَوْله: ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلهٍ غَيْرِي ٢٨: ٣٨ [٣] .

أربعون سَنَة.

ثُمَّ قَالَ لَهُ قومه [٤] : أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ٧: ١٢٧ [٥] . فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ ٧: ١٢٧ [٦] . فأعاد القتل عَلَى الأبناء وحتما إذ علم أَنَّهُ لا يقدر عَلَى قتل موسى.

[ذكر مؤمن آل فرعون [٧]]

كَانَ هَذَا المؤمن يكتم إيمانه، فَإِذَا هموا بقتل موسى جادل عَنْهُ، وَقَالَ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ٤٠: ٢٨ [٨] .


[١] سورة: النازعات، الآية: ٢٤.
[٢] الخبر في تاريخ الطبري ١/ ٤١١، ٤١٢.
[٣] سورة: القصص، الآية: ٣٨.
[٤] الطبري ١/ ٤١٣.
[٥] سورة: الأعراف، الآية: ١٢٧.
[٦] سورة: الأعراف، الآية: ١٢٧.
[٧] هو حزقيل عند الثعلبي ومعظم المصادر. راجع: عرائس المجالس ١٨٧، ومرآة الزمان ١/ ٤١١.
[٨] سورة: غافر، الآية: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>