للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة احدى وستين واربعمائة]

فمن الحوادث فيها:

أن الرغبات في الوزارة زادت، فطلبها من لا يصلح، واستقر أمر ابن عبد الرحيم، فكتب العوام الرقاع وألصقوها/ في الجامع باللعن لمن يسعى في هذا، لأن ابن ٥٦/ ب عبد الرحيم كان مع البساسيري نهب الحرم، وقالت خاتون للخليفة: هذا الرجل من جملة من نهبني، وكان ابن جهير يواصل السؤال في العفو عن نفسه، وتكلمت القهرمانة في حقه، وبذل عنه خمسة عشر ألف دينار، فوقعت الإجابة، وأعفى من المال، وبعث حاجب الباب أبو عبد الله المردوسي ومعه خادمان لاستدعائه، فأقبل إلى بغداد في يوم الأربعاء ثاني عشر صفر، وفرح الناس بمجيئه حتى صام بعضهم وتصدق آخرون [١] ، وصعد الخليفة إلى المنظرة التي على الحلبة لمشاهدته، فلما نزل إلى هناك نزل تحتها وقبل الأرض ودعا، ثم ركب والعوام حوله، فلما وصل إلى باب النوبي نزل فقبّل العتبة، ثم دخل إلى الديوان، وانتهى حضوره فخرج في التوقيع: وقف على ما أنهيته وحصولك واستقرارك بمقر عز خدمتك من الديوان، مشمولا بعز خدمتك [٢] الخدمة الشريفة، قد أكمل الله لك بيمن بركتها [٣] كل بغية، وأعادك إلى أفضل ما عهدته، وليس فيما جرى بقادح في موضعك فأكثر حمد الله على ما أولاك، ثم جمع الناس إلى بيت النوبة في يوم


[١] «آخرون» سقطت من ص.
[٢] «خدمتك» سقطت من ص، ت.
[٣] في الأصل: «بعينها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>