للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر خبر أليس وهي على صلب الفرات]]

[١] ثم إن النصارى وفارس اجتمعوا بأليس وقد وضعوا الأطعمة يأكلون، فقال: كلوا ولا تحفلوا بهم، فعالجهم خالد فقاتلهم، وقال: اللَّهمّ إن لك علي إن منحتني أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم. فمنحه الله أكتافهم، فأمر مناديه: الأسر الأسر، ولا/ تقتلوا إلا من امتنع، فضرب أعناقهم في النهر، فقيل:

لو قتل أهل الأرض لم تجر دماؤهم، إن الدم لا تزيد على أن تترقرق أرسل عليه الماء تبر يمينك. وكان قد صد الماء عن النهر، فأعاده، فجرى دما عبيطا [٢] ، فسمي نهر الدم لذلك إلى اليوم.

وكانت على الماء أرحاء، فطحنت قوت العسكر ثلاثة أيام بالماء الأحمر، وبلغ القتلى سبعين ألفا. ووقف [٣] خالد على طعامهم، فقال لأصحابه: قد نفلتكم الطعام، فكان من لا يعرف خبز الرقاق يقول: ما هذه الرقاع البيض، وجعل من يعرفها [يقول] [٤] : هل سمعتم برقيق العيش؟ هو هذا

. [حديث أمغيشيا] [٥]

ونفذ خالد إلى أبي بكر رضي الله عنه بفتح أليس، فلما فرغ خالد من وقعة أليس جاء إلى أمغيشيا، وقد جلا أهلها فأمر بهدمها، وكانت مصرا كالحيرة، فأصابوا منها ما لم يصيبوا مثله قط، بلغ سهم الفارس ألف وخمسمائة سوى النفل الذي نفله أهل البلاء

. [حديث يوم المقر وفم فرات بادقلي]

[٦] ثم خرج آزاذبه وابنه نحو خالد في عسكر كبير، فقتلهم خالد حتى أتى منهم، وهرب آزاذبه، ثُمَّ قصد خالد الحيرة وسار حتى نزل الخورنق والنّجف، وأدخل خالد


[١] تاريخ الطبري ٣/ ٣٥٥، والبداية والنهاية ٦/ ٣٨٦.
[٢] أي: دما طريا.
[٣] في الأصل: «ووقعت» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] تاريخ الطبري ٣/ ٣٥٨.
[٦] تاريخ الطبري ٣/ ٣/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>