للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغداد سنة اثنتين وسبعين فحدث بها فسمع منه جماعة من شيوخنا وحدثونا عنه.

وتوفي بجرجان في هذه السنة.

٣٥٣٣- أحمد بن محمد بن دوست، أبو سعيد [١] النيسابوري الصوفي

[٢] .

صحب أبا سعيد بن أبي الخير مدة، وسافر الكثير، وحج مرات حتى انقطعت طريق الحج، وكان يجمع جماعة من الفقراء ويخرج معهم ويدور في قبائل العرب فينتقل من حلة إلى حلة، وقدم مرة من البادية فنزل عند صاحبه أبي بكر/ الطّريثيثي، ١١٣/ ب وكانت بينهما صداقة [٣] وكانت له زاوية صغيرة فقال له: يا أبا بكر، لو بنيت للأصحاب موضعا أوسع من هذا وأرفع بابا. فقال له: إذا بنيت رباطا للصوفية فأجعل له بابا يدخل فيه جمل براكبه. فذهب أبو سعد إلى نيسابور فباع جميع أملاكه، وجاء إلى بغداد، وكتب إلى القائم بأمر الله يلتمس منه خربة يبني فيها رباطا، وكانت له خدمة في زمن البساسيري، فأذن له، وأمر بعرض المواضع عليه، فبنى الرباط وجمع الأصحاب، وأحضر أبا بكر الطريثيثي، وأركب رجلا جملا فدخل راكبا من الباب، فقال: يا أبا بكر، قد امتثلت ما رسمت. ثم جاء الغرق في سنة ست وستين فهدم الرباط، فأعاده أجود مما كان، وكان قبل بناء الرباط ينزل في رباط عتاب، فخرج يوما فرأى الخبز النقي، فقال في نفسه: إن الصوفية لا يرون مثل هذا، فإن قدر لي بناء رباط شرطت في سجله أن لا يقدم بين يدي الصوفية خشكار فهم الآن على ذلك.

وتوفي ليلة الجمعة ودفن من يومه تاسع ربيع الآخر من هذه السنة، ودفن في مقبرة باب أبرز، وقد نيف على السبعين، وأوصى أن يستخلف ابنه، فاستخلف وكان له اثنتا عشرة سنة.

٣٥٣٤- أحمد بن المحسن بن محمد بن علي بن العباس بن أحمد بن العطار الوكيل، أبو الحسن بن أبي يعلي بن أبي بكر بن الحسن

[٤] .


[١] في ص، الأصل كما أثبتناه. ومن ت، الشذرات: «سعد»
[٢] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٢٦)
[٣] «وكانت بينهما صداقة» سقطت من ص، ت.
[٤] في ت: «أبي بكر بن أبي الحسن»

<<  <  ج: ص:  >  >>