للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ [١] قَتَلْتَنِي، وَإِلا فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي [قَالَ: وَمَا هُوَ؟] [٢] قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ [٣] ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ وَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي، فَفَعَلَ وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَاهُ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صَدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلامُ يَدَهُ عَلَى صَدْغِهِ وَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ، فَقَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ [٤] كُلُّهُمْ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الأَخَادِيدُ وأضرمت فيه النِّيرَانُ، وَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ، وَإِلا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا قَالَ: فَكَانُوا يَتَعَادُّونَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّهَا أَبْقَيَتْ، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ

[٥] .

[منهم: جريج العابد]

[٦] :

أَخْبَرَنَا الْحُصَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [٧] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

«لم يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلا ثَلاثَةٌ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ قَالَ: وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ [عَابِدٌ] [٨] يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً فَتَعَبَّدَ فِيهَا، قَالَ [٩] : فَذكر بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ


[١] «فإن أنت فعلت ما آمرك» سقط من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٣] «واحد» سقط من ت.
[٤] «الناس» سقطت من ت.
[٥] أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ١٧. ومسلم في صحيحه- مع اختلاف- كتاب الزهد باب ١٧ برقم ٧٣، وابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ١٢٩.
[٦] بياض في ت مكان: «منهم جريح العابد» .
[٧] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «أخبرنا ابن الحصين بإسناده إلى أبي هريرة» .
[٨] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٩] «قال» سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>