للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

١٨٢٠- بقى بن مخلد، أبو عَبْد الرَّحْمَنِ الأندلسي [١] .

كانت له رحلة مشهورة [٢] ، وطلب مشهور. سمع من أَحْمَد بن حنبل وغيره من الأئمة، وله تصانيف كثيرة منها «مسنده» . روى فيه عن ألف وستمائة صحابي، بل يزيدون على هذا العدد، وشيوخه أعلام، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثلاثين، جمهورهم مشاهير، وجمع إلى العلم الصلاح والتقوى.

أَخْبَرَنَا أبو بكر أَحْمَد بن خلف، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [٣] بْنِ علي البناء، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بْن هوازن قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:

سمعت نصر بن أَحْمَد بن عبد الملك يقول: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَد يقول:

سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى ابن مخلد فقال: إن ابني قد أسره الروم، ولا أقدر على مال أكثر من دويرة، ولا أقدر على بيعها، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء، فليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار. فقال: انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله تعالى.

قال: وأطرق الشيخ وحرك شفتيه. قَالَ: فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع ابنها، وأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالما وله حديث يحدثك به. فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأساري، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم، نخرج إلى الصحراء، ثم يردنا وعلينا قيودنا [٤] فبينا نحن نجيء من العمل بعد المغرب، انفتح القيد من رجلي، ووقع على الأرض، ووصف اليوم والساعة فوافق الوَقْت [٥] الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ. قَالَ: فنهض إلى الذي كان يحفظني صاح عليّ [٦] وَقَالَ: قد كسرت القيد. قلت: لا أنه سقط من رجلي. فتحير وأخبر صاحبه، وأحضر الحداد وقيدني،


[١] تذكرة الحفاظ ٢/ ١٨٤. وتاريخ ابن عساكر ٣/ ٢٧٧. ونفح الطيب ١/ ٥٨٩. وطبقات الحنابلة ٧٩ وبغية الملتمس ٢٢٩. وتاريخ علماء الأندلس ١/ ٨١.
[٢] «مشهورة» ساقطة من ت.
[٣] «بن أحمد» ساقطة من ك.
[٤] في ك: «قيود» .
[٥] في ك: «اليوم» .
[٦] «صاح علي» ساقطة من ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>