للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٨٧- مُحَمَّد المهتدي باللَّه أمير المؤمنين [١] .

قد ذكرنا سبب خلعه وقتله فيما تقدم، وكان هلاكه يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقين من رجب هذه السنة، وكانت خلافته أحد عشر شهرا، وخمسة عشر يوما. وقيل:

وسبعة عشر يوما، وبلغ من العمر ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل سبعا وثلاثين، وأربعة أشهر، وعشرة أيام. وقيل: إحدى وأربعين سنة.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ [عَلِيِّ بْنِ] ثَابِتٍ [قَالَ:

حَدَّثَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن المتوكل على الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان] [٢] ، حدثني الْعَبَّاس بن يعقوب، حدثني أَحْمَد بن سعيد الأموي قَالَ:

كانت لي حلقة وأنا بمكة [٣] أجلس فيها في المسجد الحرام، ويجتمع إلي فيها أهل الأدب، وإنا [يوما] [٤] لنتناظر في شيء من النحو والعروض، وقد علت أصواتنا وذلك في خلافة المهتدي، إذ وقف علينا مجنون، فنظر إلينا ثم قَالَ:

أما تستحون [٥] الله يا معدن الجهل ... شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل

أمامكم أضحى قتيلا مجدلا ... وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل.

وأنتم على الأشعار والنحو عكف ... تصيحون بالأصوات فلستم بذي [٦] عقل

ثم انصرف المجنون، وتفرقنا، وقد أفزعنا ما ذكره المجنون، وحفظنا الأبيات، فخبرت بذلك إسماعيل بن المتوكل، فحدث به قبيحة أم [٧] المعتز باللَّه فقالت: إن لهذا لنبأ فاكتبوا هذه الأبيات، وأرخوا هذا اليوم، واطووا هذا الخبر عن العامة. ففعلنا، فلما كان يوم الخامس عشر ورد الخبر من مدينة السلام بقتل المهتدي [٨] .


[١] تاريخ بغداد ٣/ ٣٤٧- ٣٥١.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «كان لي حلقة بمكة» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] في ت: «أما تتقون الله» .
[٦] في تاريخ بغداد: «في أست أم ذا عقل!» .
[٧] في الأصل: «ابن المعتز» .
[٨] تاريخ بغداد ٣/ ٣٥٠، ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>