للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُلِدَ يَوْم السبت غرة ذي القعدة سنة سبْعٍ وستِّين، وهي السَّنَة الَّتِي مات فِيهَا أَبُو حاتم الرّازيّ، وكان أَبُو أَحْمَد عالما بالحديث، غاية فِيهِ، وله كتاب «الكامل فِي الجرح والتعديل» . قال حمزة السهمي: سألت الدارقطنيّ أن يصنف فِي ضعفاء المحدثين، فَقَالَ: أليس لي عندك كتاب ابن عَدِيّ؟ قلتُ: بلى. قَالَ: فِيهِ كفاية، لا يزاد عَلَيْهِ.

تُوُفّي ابن عَدِيّ غرة جُمَادَى الآخِرَة من هَذِهِ السَّنَة.

٢٧٢٦- معد بن [١] إسماعيل بن عبيد الله، أبو تميم صاحب [٢] مصر.

وهو أول من ظهر منهم بالمغرب، ويلقب [٣] المعز لدين الله، وتقلد الأمر في يوم الجمعة تاسع عشرين شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فأقام ناظرًا ثلاثًا وعشرين سنة، وخمسة أشهر، وستة وعشرين يومًا، منها بمصر ثلاث سنين، وكان جوهر قد دخل مصر سنة ثمان وخمسين فوطد الأمور [٤] بمصر لمعد وبنى له القاهرة وأقام له الخطبة فدخل إلى مصر سنة اثنتين وستين، وكان بطاشا، أحضر يوما أبا بكر النابلسي الزاهد، وكان ينزل الأكواخ [٥] من أرض دمشق، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل المسلم عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهمًا واحدًا، وفينا تسعة. فقال: ما قلت/ [هكذا فظن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟] [٦] قال: قلت إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ويرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين ادعيتم [٧] نور الألهية، فأمر حينئذ أن يشهر، فشهر في اليوم الأول، وضرب بالسياط في اليوم الثاني، وأخرج في اليوم الثالث فسلخ، سلخه رجل يهودي، وكان يقرأ القرآن ولا يتأوه. قال اليهودي: أيداخلني له رحمة فطعنت بالسكين في فؤاده حتى مات عاجلًا.

حكى صاحب النابلسي قال: مضيت مستخفيا أول يوم فتراءيت له وهو يشهر،


[١] في ت: «معبد بن إسماعيل» .
[٢] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١١/ ٢٨٣، ٢٨٤) .
[٣] في ص، ل: «وتلقب» .
[٤] في ص، ل: «الأمر» .
[٥] في الأصل: «الأركاخ» .
[٦] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٧] في ص، ل: «ادعيت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>