للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صلى الله عليه وسلم، ثم استخلف ازادية الهمداني سبعة عشر سنة، ثم استخلف ولي المنذر بن النعمان بن المنذر ثمانية أشهر إِلَى أن قدم خالد بْن الوليد الحيرة، وكان آخر من بقي من آل نصر.

فجميع ملوك آل نصر عشرون [١] ملكا، ملكوا خمس مائة واثنتين وعشرين سنة وثمانية أشهر.

فصل [فِي سبب نزول ملوك آل نصر الحيرة] [٢]

وكان سبب نزولهم الحيرة رؤيا رآها نصر بْن ربيعة اللخمي [٣] ، وكان ملكه بين التبابعة. فرأى رؤيا هالته، فبعث فِي مملكته فلم يدع كاهنا ولا منجما إلا جمعه إليه، ثم قَالَ لهم: / إني قد [٤] رأيت رؤيا هالتني، فأخبروني بتأويلها، فقالوا: اقصصها علينا، فَقَالَ: إنه لا يعرف تأويلها إلا من يعرفها قبل أن أخبره بها، قالوا: فإن كان الملك يريد ذلك فليبعث إلى سطيح، وشقّ، فإنه ليس أحد أعلم منهما. واسم سطيح: ربيع بْن ربيعة بْن مسعود بْن مازن. وشق بْن صعب بْن يشكر [٥] بْن فهم.

فبعث إليهما، فقدم سطيح قبل شق، ولم يكن فِي زمانهما مثلهما من الكهان، فَقَالَ له: يا سطيح، إني قد رأيت رؤيا هالتني فإن أصبتها أصبت تأويلها. فَقَالَ: رأيت جمجمة [٦] خرجت من ظلمة فوقعت بأرض ثهمة، فأكلت منها كل ذات جمجمة. فَقَالَ الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح، فما عندك من تأويلها؟ قَالَ: أحلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين إلى جرش.


[١] في الأصل، «خمس وعشرون» ، وما أثبتناه من ت، والطبري.
[٢] هذا العنوان ليس في أي نسخة، وهو من عندنا أثبتناه للتوضيح.
[٣] في الطبري ٢/ ١١٢. «ربيعة بن نصر» وكذلك في البداية والنهاية ٢/ ١٦٢.
[٤] «قد» سقطت من ت.
[٥] في الأصل: «مصعب بن شكر» .
[٦] قال الطبري ٢/ ١١٣: «وقد وجدته في مواضع أخر: رأيت حممة» . ونقول: «وهي رواية ابن هشام في السيرة النبويّة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>