للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلبيه، وَقَالَ: يا عدو اللَّه، تطعن عَلَى أَبِي بَكْر وعمر وعلى أمِير الْمُؤْمِنيِنَ- يَعْنِي عليا- وَقَدْ أخذوا مِنْهُم الجزية، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى القصة، فخرج إليهم عَلِي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فقال: اتئدا! أنا أعلم النَّاس بالمجوس، كَانَ لَهُمْ علم يعلمونه، وكتاب يدرسونه، وإن ملكهم سكر فوقع عَلَى ابنته أَوْ أمه فاطلع عَلَيْهِ بَعْض أَهْل مملكته، فلما صحا جاءوا يقيمون عَلَيْهِ الحد، فامتنع مِنْهُم، فدعا أَهْل مملكته، فَقَالَ: تعلمون دينا خيرا من دين آدَم، قَدْ كَانَ آدَم ينكح بنيه من بناته، فأنا عَلَى دين آدَم، وَمَا يرغب بكم عَنْ دينه.

فتابعوه وقاتلوا الَّذِينَ خالفوهم حَتَّى قتلوهم، فأصبحوا وَقَدْ أسرى عَلَى كتابهم فرفع بَيْنَ أظهرهم وهم أهل كتاب، وقد أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بَكْر وعمر مِنْهُم الجزية. أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِي التُّسْتَرِيُّ، قال: أخبرنا أبو عمرو الهاشمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سنان الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِلالٌ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

إِنَّ أَهْلَ فَارِسٍ لَمَّا مَاتَ نَبِيُّهُمْ كَتَبَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الْمَجُوسِيَّةَ

. [ذكر الْخَبَر عَنْ ملوك اليمن] [١]

وصار الْمَلِك باليمن بَعْد بلقيس إِلَى ياسر بْن عَمْرو بْن يعفر، وَكَانَ يقال لَهُ: ياسر أنعم سموه بِذَلِكَ لأنعامه عَلَيْهِم، فسار نَحْو المغرب غازيا، فبلغ إِلَى وادي الرمل وَلَمْ يبلغه أحد قبله، فلم يقدر عَلَى الجواز، فبينا هُوَ مقيم انكشف الرمل، فأمر رجلا من أَهْل بيته أن يعبر هُوَ وأَصْحَابه، فعبروا فلم يرجعوا. فأمر حينئذ بصنم من نحاس، فنصب عَلَى صخرة عَلَى شفير الوادي، وكتب فِي صدره: هَذَا الصنم لياسر الحميري وليس وراءه مذهب، فلا يتكلف أحد ذلك فيعطب.


[١] تاريخ الطبري ١/ ٥٦٦. وما بين المعقوفتين: بياض في الأصل، وما أوردناه من المختصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>