للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستكثره [١] ، فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا، فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة وقال: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغه جميع ما يحتاج إلى معرفة من ناحيتنا، وادفع إليه هذه الرقعة، فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة فرجع، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة نسيتها حين خرجت، وكانت في آخر ما حملني، فدفعها إليه ونهض فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال: أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قال:

لا، قال: فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا، أفتدري لم كتب إلي بهذا؟

فقال: لا، قال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك، فقال الشعبي: لو كان ذاك يا أمير المؤمنين ما استكثرني. فبلغ ملك الروم ذلك، فذكر عبد الملك [٢] فقال: للَّه أبوه، والله ما أردت إلا ذلك.

كان الشعبي قد خرج مع القراء على الحجاج ثم دخل عليه فاعتذر فقبل عذره، وولي القضاء.

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد الجبار، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن أخي ميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخواص، قَالَ: حدثنا ابن مسروق، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا أبو أسامة، قال:

حدثنا زكريا بن يحيى، قال:

دخلت على الشعبي وهو يشتكي فقال له: كيف تجدك؟ قال: أجدني وجعا مجهودا، اللَّهمّ إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس عندي.

توفي في هذه السنة. قاله الأكثرون. وقيل: في سنة سبع. وفي مقدار عمره قولان، أحدهما: سبع وتسعون، والثاني: اثنتان وثمانون.

٥٧٤- مجاهد بن جبر، يكنى أبا الحجاج، مولى قيس بن السائب المخزومي: [٣]

كان فقيها دينا ثقة. روى عن ابن عمر، وابن عمرو، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وابن عباس في آخرين.


[١] كذا في الأصل، وفي ت وتاريخ بغداد: «فاسكثر الشعبي» .
[٢] في ت: وتاريخ بغداد: «فذكر ذلك عند ملك الروم، فقال: للَّه أبوه» .
[٣] طبقات ابن سعد ٥/ ٣٤٣، وتقريب التهذيب ٢/ ٢٢٩، والجرح والتعديل ٨/ ٣١٩، والتاريخ الكبير

<<  <  ج: ص:  >  >>