للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٩/ ب وفي هذه الأيام كان ابن محسن/ الوكيل قد توكل على صاحب الظفر الخادم في معنى دار، فحضر ظفر عند الوزير فخر الدولة، وخاصم ابن محسن، واستخف به، حتى قَالَ: هذا يأخذ أموال الناس ويبيع الشريعة بالثمن الخسيس، ويحكم القضاة بما لا يحل، ويشهد الشهود بما لا يجوز. وكان قاضي القضاة حاضرا فغالطه وأظهر أنه لم يسمع، فأعان الوزير ابن محسن، فنهض ظفر مغضبا وقال لأصحابه: أين رأيتم ابن محسن فاقتلوه. فركب قاضي القضاة للقاء صافي الخادم، وقد قدم من عند السلطان، فخرج معه ابن محسن، فضربه أصحاب ظفر، ووقعت مقرعة في قاضي القضاة فامتعض ونزل عن البغلة، ومشى من الحلبة إلى شاطئ دجلة على ثقل بدنه، وعبر إلى داره، وراسله الوزير أن يعود إلى الديوان فأبى، وكان ذلك بمرأى من الخليفة، لأنه كان في المنظرة، فتقدم إلى الوزير بصرف ظفر من الدار، والختم على داره واصطبلاته وما يتعلق به، ونقض الدار التي جرى عليها الخصام، وضرب الغلام الذي ضرب ابن محسن على باب النوبي مائة سوط، وركب أحد الغلمان الخواص إلى قاضي القضاة فاعتذر إليه مما جرى.

وعقد للأمير عدة الدين على ابنة السلطان من خاتون السفرية، وكان العقد في دار المملكة بنيسابور، وضربت الدبادب والبوقات وامتلأت الدّار [١] بالفيلة المزينة، والخيل المجفجفة، وجلس السلطان ألب أرسلان على سرير الملك ونظام الملك قائم بين يديه/ وخطب الشطبي، ووكل السلطان نظام الملك [٢] وكان وكيل [٣] عدة الدين عميد الدولة أبي نصر بن جهير، فعقد العقد، ووقع النثار.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٤١٣- أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر، أبو الفرج المخبزي

[٤] .


[١] «بنيسابور، وضربت الدبادب والبوقات وامتلأت الدار» سقطت من ص.
[٢] «قائم بين يديه وخطب الشطبي، ووكل السلطان نظام الملك» هذه العبارة ساقطة من ص.
[٣] في الأصل: «وكان وكيله عدة الدين» .
[٤] في الأصل، ص: «المحري» وما أثبتناه من ت، وفي تاريخ بغداد ٤/ ٣٠٢: «المعروف بابن المخبزي» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ٤/ ٣٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>