للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥/ ب الأَشْقَرُ، عَنْ أَبِيهِ، / عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْخُلُ السُّوقَ وَبِيَدِهِ الدِّرَّةُ، وَعَلَيْهِ عَبَاءٌ قُطْوَانِيٌّ، وَقَدْ شَقَّ وَسَطَهُ وَكَفَتَ حَاشِيَتَاهُ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا التُّجَّارُ، خُذُوا الْحَقَّ وَأَعْطُوا الْحَقَّ تَسْلَمُوا، لا تَرُدُّوا قَلِيلَ الرِّبْحِ فَتُحْرَمُوا كَثِيرَهُ، وَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يَقُصُّ، فَقَالَ لَهُ: أَتَقُصُّ وَنَحْنُ قَرِيبُ عَهْدٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَسْأَلَنَّكَ فَإِنْ أَجَبْتَنِي وَإِلا جَعَفْتُكَ [١] بِهَذِهِ الدِّرَّةِ، مَا ثَبَاتُ الدِّينِ وَمَا زَوَالُهُ؟ قَالَ: أَمَّا ثَبَاتُهُ فَالْوَرَعُ، وَأَمَّا زَوَالُهُ فَالطَّمَعُ، قَالَ: أَحْسَنْتَ، قُصَّ فَمِثْلُكَ مَنْ يَقُصُّ.

[ومن الحوادث عند خلافته]

أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين، وإسماعيل، قالا: أخبرنا ابن النقور، قال: أخبرنا المخلص، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا السري، قال: حدثنا شعيب، قال: حَدَّثَنَا سَيْفٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ [٢] : اجْتَمَعَ [النَّاسُ] [٣] إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا عَلِيُّ، إِنَّا قَدِ اشْتَرَطْنَا إِقَامَةَ الْحُدُودِ، فَإِنَّ هؤلاء الْقَوْمَ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ وَأَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا إِخْوَتَاهُ، إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلَ مَا تَعْلَمُونَ، وَلَكِنْ كَيْفَ أَصْنَعُ بِقَوْمٍ يَمْلِكُونَا وَلا نَمْلِكُهُمْ، هَا هُمْ هَؤُلاءِ قد ثارت معهم عَبْدَانُكُمْ، وَثَابِتٌ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ [٤] ، وَهُمْ خِلالكُمْ يَسُومُونَكُمْ مَا شَاءُوا، فَهَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعَ الْقُدْرَةِ عَلَى شَيْءٍ فَمَا تَرَوْنَ [٥] ؟ قَالُوا: لا، قَالَ: فَلا وَاللَّهِ لا أَرَى إِلا رَأْيًا تَرَوْنَهُ أَبَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَحَدَّثَنَا سَيْفٌ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ [٦] : قَالَ طَلْحَةُ لِعَلِيٍّ: دَعْنِي فَآتِي الْبَصْرَةَ فَلا يَفْجَؤُكَ إِلا وَأَنَا فِي خَيْلٍ، فَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فِي ذَلِكَ. وقال الزبير:


[١] جعفه جعفاً فانجعف: صرعة وضرب به الأرض فانصرع. وجعف الشيء جعفاً. قلبه.
[٢] الخبر في تاريخ الطبري ٤/ ٤٣٧.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] في ت: «وثابت عليهم أعرابكم» .
[٥] في الطبري: «على شيء مما تريدون» .
[٦] الخبر في تاريخ الطبري ٤/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>