للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْهَا [١] قال رَجُلانِ ٥: ٢٣ وهما اللذان كتما، وهما يوشع بْن نون، وكالب بْن يوفنه: يا قوم ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ ٥: ٢٣ [٢] فَقَالُوا: إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً مَا دامُوا فِيها ٥: ٢٤ [٣] فغضب موسى [فدعا عَلَيْهِم] ، فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ ٥: ٢٥ [٤] فَقَالَ اللَّه تَعَالَى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ في الْأَرْضِ ٥: ٢٦ [٥] . فلما ضرب عَلَيْهِم التيه ندم موسى، فَقَالُوا: يا موسى كَيْفَ لنا ها هنا بالطعام، فأنزل اللَّه عَلَيْهِم المن والسلوى، وَكَانَ المن يسقط عَلَى الشجرة، والسلوى طائر، فَقَالُوا: أين الشراب؟ فضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فشرب كُل سبط من عين، قالوا: فأين الظلّ؟ فظلل الله عليهم الغمام، قَالُوا: فأين اللباس؟ فكانت ثيابهم تطول معهم كَمَا تطول الصبيان ولا يتخرق لَهُمْ ثوب، فأجمعوا ذَلِكَ فَقَالُوا: لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ٢: ٦١ [٦] . فلما خرجوا من التيه أكلوا البقول.

ومن الحوادث قتل موسى عَلَيْهِ السَّلام عوج بْن عناق [٧]

حكى أَبُو جَعْفَر الطبري أَن عوجا عاش ألف سَنَة [٨] ، وَإِنَّهُ التقى بموسى، فضرب موسى كعب عوج فقتله.

وعناق اسم أَبِيهِ، وَقَالَ وهب بْن منبه: بَل اسم أمه، وكانت من بنات آدَم.

قَالَ: وولد عوج فِي زمن آدَم، وَكَانَ جبارا لا يوصف عظما، وعمره ثلاثة آلاف سنة


[١] سورة: المائدة، الآية: ٢٢.
[٢] سورة: المائدة، الآية: ٢٣.
[٣] سورة: المائدة، الآية: ٢٤.
[٤] سورة: المائدة، الآية: ٢٥.
[٥] سورة: المائدة، الآية: ٢٦.
[٦] سورة: البقرة، الآية: ٦١.
[٧] تاريخ الطبري ١/ ٤٣١، عرائس المجالس ٢٤١، ومرآة الزمان ١/ ٤٢٩.
[٨] في تاريخ الطبري ١/ ٤٣١: «وقيل إن عوجا عاش ثلاثة آلاف سنة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>