للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجامع بعيدا من حائطه، ثم نبش بعد أيام وأخرج فدفن ملاصقا لحائط الجامع ليشتهر ذكره بأنه بني الجامع فتعجب من هذا بعض من له فطنة، وقال: هذا رجل سعى في نبش خلق من الموتى وأخرجهم وجعل تربتهم مسجدا فقضى عليه بأن نبش بعد دفنه.

٤٢٥٤- محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد، أبو عبد الله الحراني

[١] .

ولد في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وشهد عند أبى الحسن الدامغاني في سنة أربع وخمسمائة، زكاه أبو سعد المخرمي وأبو الخطاب الكلوذاني وعاش حتى لم يبق من شهود الدامغاني غيره وسمع الحديث الكثير من طراد والتميمي وأبي الحسن بن عبد الرزاق الأنصاري وكان لطيفا ظريفا وجمع كتابا سماه «روضة الأدباء» فيه نتف حسنة وسمعت منه أشياء ولي منه إجازة وزرته يوما فأطلت الجلوس عنده فقلت/ قد ثقلت ٨٢/ أفأنشدني:

لأن سميت إبراما وثقلا ... زيارات رفعت بهن قدري

فما أبرمت إلا حبل ودي ... ولا ثقلت إلا ظهر شكري

توفي ابن الحراني يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخرة من هذه السنة وتقدم الوزير بفتح الجامع للصلاة عليه في بكرة الأحد فصلى عليه يوم الأحد ودفن بمقبرة الفيل من باب الأزج.

٤٢٥٥- محمد بن محمد بن الحسين، أبو يعلى ابن الفراء

[٢] .

ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة وسمع الحديث من أبيه وعمه وابن الحصين وغيرهم وتفقه على والده وأفتى ودرس وكان له ذكاء وفهم جيد وتولى القضاء بباب الأزج وبواسط ثم أشهد قاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني على نفسه ببغداد أنه قد عزله عن القضاء فذكر عنه أنه لم يلتفت إلى العزل ثم خاف من حكمه بعد العزل فتشفع بابن أبي الخير صاحب البطيحة إلى الخليفة حتى أمنه فقدم بعد إحدى عشرة سنة وقد ذهب بصرة فلازم بيته فلما مرض طلب أن يدفن في دكة أحمد بن حنبل.


[١] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٤/ ١٨٩. والبداية والنهاية ١٢/ ٢٤٩، ٢٥٠) .
[٢] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٤/ ١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>