للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأراد يزيد عزله فاستحيا منه، فكتب إليه أن استخلف على عملك وأقبل، فشاور في ذلك عبد العزيز بن حاتم، فقال له: إنك لا تخرج من عملك حتى تلقى الوالي عليه.

فشخص فلقيه عمر بن هبيرة على دواب البريد، فقال: إلى أين يا ابن هبيرة؟ فقال:

وجهني أمير المؤمنين في حيازة أموال بني المهلب، وإنما أراد تغطية الحال عنه، فما لبث حتى جاءه الخبر بعزل ابن هبيرة عماله والغلظة عليهم.

وفيها: غزا عمر بن هبيرة الروم بأرمينية، فهزمهم وأسر منهم سبعمائة أسير [١] .

وفيها: قتل يزيد بن أبي مسلم بأفريقية وهو وال عليها.

وسبب ذلك أنه كان قد عزم أن يسير فيهم بسيرة الحجاج فقتلوه، وأعادوا الوالي قبله، وهو محمد بن يزيد مولى الأنصار وكتبوا إلى يزيد: إنا لم نخلع أيدينا من الطاعة، ولكن يزيد بن أبي مسلم سامنا ما لا يرضاه الله تعالى فقتلناه وأعدنا عاملك، فكتب إليهم: إني لم أرض ما صنع يزيد، وأقر محمد بن يزيد على [عمله] [٢] بإفريقية.

وفيها: [٣] حج بالناس عبد الرحمن بن الضحاك وهو العامل على المدينة، وكان على مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وعلى الكوفة محمد بن عمرو، وعلى قضائها القاسم بْن عَبْد الرحمن بْن عَبْد اللَّه بْن مسعود، وعلى البصرة عبد الملك ابن بشر بن مروان، وعلى خراسان سعيد بن عبد العزيز [٤] بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وعلى مصر أسامة بن زيد.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٥٦٢- يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، أبو خالد الأزدي [٥] :

قد ذكرنا أحواله في الحوادث وخروجه على يزيد بن عبد الملك ومحاربته له، وأنه قتل في الحرب في هذه السنة، وكان جوادا.


[١] تاريخ الطبري ٦/ ٦١٦.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] في ت: «وفي هذه السنة» .
[٤] في الطبري: «سعيد بن خزينة» .
[٥] وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤، وخزانة البغدادي ١/ ١٠٥، ورغبة الآمل ٤/ ١٨٩، واليعقوبي ٣/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>