للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أخبرنا جَعْفَر بْن أَحْمَد السراج، قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بن الحسن [بن] [١] الضراب، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا أحمد ابن مروان، قال: حدّثنا محمد بن موسى بن حماد، قال: حدثنا محمد بن الحارث، عن المدائني، قال:

كان سعيد بن عمرو مؤاخيا ليزيد بن المهلب، فلما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد ابن المهلب منع الناس من الدخول إليه، فأتاه سعيد فقال: يا أمير المؤمنين لي على يزيد خمسون ألف درهم وقد حلت بيني وبينه، فإن رأيت أن تأذن لي فاقتضيه، فأذن له فدخل عليه فسر به يزيد وقال: كيف وصلت إليّ؟ فأخبره، فقال: والله لا تخرج إلا وهي معك، فامتنع سعيد، فحلف يزيد ليقبضنها، فوجه إلى منزله حتى حمل إلى سعيد خمسون ألف درهم.

وروى الصولي قال: دخل الكوثر بن زفر على يزيد بن المهلب حين ولاه سليمان العراق، فقال له: أنت والله أكبر قدرا من أن يستعان عليك إلا بك، ولست تصنع من المعروف إلا وهو أصغر منك، وليس العجب أن تفعل، ولكن العجب ألا تفعل. فقال يزيد: سل حاجتك، فقال: حملت عن قوم عشر ديات وقد نهضني ذلك، قال: قد أمرت لك بها وقد شفعتها بمثلها، فقال له الكوثر: أما ما سألتك بوجهي فأقبله منك، وأما الذي ابتدأتني به فلا حاجة لي فيه. قال: ولم وقد كفيتك فيه ذل المسألة؟

قال: إن الذي أخذته مني بمسألتي إياك وبذل وجهي لك أكبر من معروفك عندي فكرهت الفضل علي، قال يزيد: وأنا أسألك كما سألتني بحقك علي ما أهلتني له من إنزالك الحاجة بي إلا قبلتها، ففعل


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>