للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحملوها، فقال: هذه أربعمائة دينار خذها امتثالا لأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلّم وستمائة هبة [١] مني لك، فقلت: أيها الوزير، ما أحب أن أزاد على عطية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأني أرجو البركة فيه لا فيما عداه، فبكى علي بن عيسى وقال: [هذا هو اليقين] [٢] خذ ما بدا لك.

فأخذت أربعمائة دينار فانصرفت، فقصصت قصتي على صديق لي وأريته الدنانير، وسألته أن يحضر غرمائي ويتوسط بيني وبينهم، ففعل فقالوا: نحن نؤخره ثلاث سنين بالمال فليفتح دكانه، فقلت: لا بل يأخذون مني الثلث من أموالهم، وكانت ستمائة، فأعطيت كل من له شيء ثلث ماله، فكان الذي فرقت بينهم مائتي دينار وفتحت دكاني، وأدرت المائتين الباقية في الدكان فما حال الحول إلا ومعي ألف دينار، فقضيت ديني كله، وما زالت حالتي تزيد وتصلح.

توفي علي بن عيسى في هذه السنة، وقيل: في سنة أربع وثلاثين، عن تسع وثمانين سنة.

٢٤٨٧- محمد بن أحمد [بن الربيع] [٣] بن سليمان بن أبي مريم، أبو رجاء الأسوأني [٤] الشاعر الفقيه

[٥] :

كتب عنه علي بن عبد العزيز، وكان فقيها على مذهب الشافعي، وكان فصيحا رصينا، وله قصيدة تضمن فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبيا نبيا، وسئل قبل موته بنحو من سنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟ فقال ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي [عليّ منها أشياء أحتاج إلى زيادتها فِيهَا، ونظم فِيهَا الفقه، ورقم كتاب المزني وكتب] [٦] الطب والفلسفة. توفي في ذي الحجة من هذه السنة.

٢٤٨٨- محمد بن أحمد بن سليمان، أبو الفضل، المعروف بابن القواس

[٧] :


[١] في باقي النسخ: «هدية» .
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين من ت، وقد سقطت من الأصل، ل، ص.
[٤] في ت: «الأسواري» .
[٥] انظر ترجمته في: (الطالع السعيد ٢٦٧. وحسن المحاضرة ١/ ٢٢٦) .
[٦] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[٧] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ١/ ٣٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>