للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطاء، ولم يمكن أحدًا أن [١] يقرب إليه فطوره ولا طهوره، ولأنه نذر أن يتولى ذلك بنفسه، وعقد مع الله سبحانه العفو عمن أساء إليه والصفح، وجميع من تعدى عليه، فوفى بذلك، وأشرف في بعض الأيام على البناءين والنجارين في الدار، فرأى فيهم روزجاريا [٢] فأمر الخادم بإخراجه من بينهم، فلما كان في بعض الأيام عاد فرآه معهم، فتقدم إلى الخادم أن يبره بدينار، وأن يخرجه ويتهدده إن عاد، فأتاه الخادم ففعل ما رسم ٣٠/ ب له وقال: إن رأيناك [٣] ها هنا قتلناك/ فسئل الخليفة عن السبب فقال: إن هذا الروزجاري بعينه أسمعنا عند خروجنا من الدار الكلام الشنيع وتبعنا [٤] بذلك إلى المكان الذي نزلناه من مشهد باب التبن، ولم يكفه ذلك حتى نقب السقف، فإذا أنا بغباره، وتبعنا إلى عقرقوف [٥] فبدر من جهله ما أمسكنا عن معاقبته رجاء ثواب الله تعالى، وما عاقبت من عصى الله فيك بأكثر من أن تطيع الله فيه.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٣٦١- أرسلان أبو الحارث، ولقب بالمظفر، وهو البساسيري التركي

[٦] .

كان مقدما علي الأتراك، وكان القائم بأمر الله لا يقطع أمرا دونه، فتجبر وذكر [٧] عنه أنه أراد تغيير الدولة، ثم أظهر ذلك وخطب للمصري، فجرى له ما ذكرنا في الحوادث إلى أن قتل.


[١] «أن» سقطت من ص.
[٢] الروزجاري: الأجير.
[٣] في الأصل: «رأيتك» .
[٤] في ص، المطبوعة: «وبعثنا» .
[٥] في ص: «عرقوف» .
[٦] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ٨٤.
وشذرات الذهب ٣/ ٢٨٧، ٢٨٨. والكامل لابن الأثير ٨/ ٣٤٩. (أحداث سنة ٤٥١ هـ-) والنجوم الزاهرة ٥/ ٢، ٦٤. ووفيات الأعيان ١/ ١٩٢، ١٩٣. والأعلام ١/ ٢٨٨) .
«والبساسيري» نسبة إلى «بسا» أو «فسا» بلدة بفارس (اللباب ١/ ١٢١)
[٧] في الأصل: «ونقل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>