للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعي فأجاب، وأغر ورقت عيناه فَقَالَ: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكى عند فراق الأحبة، ولقد فارقت عظيما وقلدت جسيما، وعند اللَّه أحتسب أمير المؤمنين، وبه عز وجل أستعين عَلَى خلافة المسلمين، ثُمَّ بايعه الناس.

وحكى أَبُو بكر الصولي أنه لما جلس المهدي للتعزية والتهنئة دخل عليه أَبُو دلامة فأنشده [١] :

عينان واحدة ترى مسرورة ... بإمامها جذلى وأخرى تذرف [٢]

تبكي وتضحك مرة ويسوءها ... مَا أنكرت ويسرها ما تعرف

/ فيسوؤها موت الخليفة محرما ... ويسرها أن قام هَذَا الأرأف [٣]

٩٥/ أفكان أول من وصله.

وفي هذه السنة: حج بالناس إِبْرَاهِيم بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، وَكَانَ المنصور أوصى بذلك، وَكَانَ هو العامل عَلَى مكة والطائف، وعلى المدينة عَبْد الصَّمَدِ بْن عَلِيّ، وعلى الكوفة عَمْرو بْن زهير الضبي، وقيل: كَانَ العامل عَلَيْهَا إِسْمَاعِيل بْن أبي إِسْمَاعِيل الثقفي، وعلى قضائها شريك بْن عَبْد اللَّه النخعي وضمت إِلَيْهِ بغداد. وقيل: كَانَ القاضي عَلَى بغداد يوم مات المنصور عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صفوان الجمحي، وَكَانَ عَلَى خراج الكوفة ثَابِت بْن موسى، وعلى خراسان حميد بْن قحطبة، وَكَانَ عَلَى ديوان الخراج بالبصرة وأرضها عمارة بْن حمزة، وعلى قضائها والصلاة عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن العنبري، وعلى أحداثها سَعِيد بْن دعلج، وعلى الشرط ببغداد عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أخو عَبْد الْجَبَّارِ، وقيل: موسى بْن كعب.

وَفِيهَا: أصاب الناس وباء شديد.

وَفِيهَا: هلك طاغية الروم.

[ذكر طرف من أخبار المهدي وسيرته [٤]]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:


[١] الخبر في تاريخ بغداد ٥/ ٣٩٢.
[٢] في الأصول: «وأخرى تطرف» وما أوردناه من تاريخ بغداد.
[٣] في الأصل: «الأروق» وما أوردناه من ت، وبغداد.
[٤] تاريخ بغداد ٥/ ٣٩١، وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>