للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكب عداس على رأس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقبل رأسه ويديه ورجليه [١] .

قال: يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاءهما قالا له: ويلك يا عداس، ما لك تقبل رأس هذا/ الرجل ويديه وقدميه؟

قال: يا سيدي ما في الأرض [شيء خير من هذا، لقد أخبرني] [٢] بأمر لا يعلمه إلا نبي [٣]

. [رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف]

[٤] .

ومن الحوادث: أنه لما رجع من الطائف لم يمكنه دخول مكة إلا بجوار، وذلك أنه لما دنا من مكة علم أن قومه أشد عليه مما كانوا، فأرسل بعض أهل مكة إلى الأخنس بن شريق فقال له: «هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالة ربي؟» .

فقال له الأخنس: إن الحليف لا يجير على الصريح.

قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: تعود؟ قال: نعم. قال: فأت سهيل بن عمرو فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ فقال له ذلك، فقال: إن بني عامر بن لؤي لا تجير على بني كعب. فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره. قال:

تعود؟ قال: نعم. قال: ائت المطعم بن عدي فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ قال: نعم فليدخل.

فرجع فأخبره وأصبح المطعم بن عدي قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه، فدخلوا المسجد، فلما رآه أبو جهل قال: أمجير أم متابع [٥] ؟ قال: بل مجير، قال:

أجرنا من أجرت [٦] ؟


[١] كذا في الأصول والطبري، وفي ابن هشام «قدميه» .
[٢] ما بين المعقوفتين: مطموس في الأصل، وما أوردناه من ابن هشام. وفي الطبري: «خير من هذا الرجل لقد أخبرني» .
[٣] الخبر في سيرة ابن هشام ١/ ٤١٩، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٤٤.
[٤] تاريخ الطبري ٢/ ٣٤٧.
[٥] في الأصول: «مبايع» ، وما أوردناه من الطبري.
[٦] في الأصل: «قد أخبرنا من أجرت» ، وما أوردناه من أ، والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>