للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قنعت منك العصابة كلها ... بعشر الذي أعطيته لابن حيوس

وما بيننا هذا التفاوت كله ... ولكن سعيد لا يقاس بمنحوس

فقال: والله لو قَالَ مثل الذي أعطيته لأعطيتهم ذلك. وأمر لهم بنصفه، ثم إنه وثب على هذا الأمير بعض الأتراك فقتله [١] ، وولى أخوه سابور بن محمود، وهو الذي نص عليه أبوه.

[زيادة دجلة إحدى وعشرين ذراعا]

وفي جمادى الآخرة: زادت دجلة فبلغت الزيادة إحدى وعشرين ذراعا ونصفا، ونقل الناس أموالهم، وخرج الوزير فخر الدولة إلى الفورح وبات عليه، وخيف من دخول [٢] الماء إلى دار الخلافة [٣] فنقل تابوت القائم/ بأمر الله ليلا إلى الترب ٩٠/ ب بالرصافة.

[وقوع الفتنة بين الحنابلة والأشعرية]

وفي شوال: وقعت الفتنة بين الحنابلة والأشعرية، وكان السبب أنه ورد إلى بغداد أبو نصر ابن القشيري، وجلس في النظامية، وأخذ يذم الحنابلة وينسبهم إلى التجسيم، وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي، ومال الشيخ [٤] أبو إسحاق الشيرازي إلى نصرة القشيري، وكتب إلى النظام يشكو الحنابلة ويسأله المعونة، ويسأل الشريف [٥] أبا جعفر، وكان مقيما بالرصافة، فبلغه أن القشيري على نية الصلاة في جامع الرصافة يوم الجمعة، فمضى إلى باب المراتب فأقام أياما، ثم مضى إلى المسجد المعروف اليوم بابن شافع وهو المقابل لباب النوبي، فأقام فيه وكان يبذل لليهود مالا ليسلموا على يد ابن القشيري ليقوي الغوغاء، فكان العوام يقولون: هذا إسلام الرشى، لا إسلام التقى.

فأسلم يوما يهودي، وحمل على دابة، واتفقوا على الهجوم على الشريف أبي جعفر في مسجده والإيقاع به، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد خصومة إن وقعت [فلما وصل أولئك إلى باب المسجد رماهم هؤلاء بالآجر، فوقعت الفتنة] [٦] ووصل الآجر إلى


[١] في الأصل: «بعض الإدراك فقتله» .
[٢] «فخر الدولة إلى الفورح وبات عليه، وخيف من دخول» سقطت من ص.
وفي ص العبارة هكذا: «وخرج الوزير على الماء إلى دار الخلافة» .
[٣] في ت: «إلى دار التابوت» .
[٤] «الشيخ» سقطت من ص، ت.
[٥] في الأصل: «وكان الشريف» .
[٦] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>