للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج الله سبحانه وتعالى عن التقدير، ثم هب أنه ليس هو المقدر لذلك أليس بقادر على المنع والدفع.

قال شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي: دخل أبو يوسف على نظام الملك وعنده أبو محمد التميمي ورجل آخر أشعري، فقال له: أيها الصدر، قد اجتمع عندك رءوس أهل النار. فقال: كيف؟ فقال: أنا معتزلي وهذا مشبه [١] ، وذاك أشعري، وبعضنا يكفّر بعضا.

١١/ أتوفي أبو يوسف/ في ذي القعدة من هذه السنة [وقد بلغ ستا وتسعين سنة] [٢] ، وما تزوج إلا في آخر عمره، ودفن بمقبرة الخيزران قريبا من أبي حنيفة.

٣٦٥٢- محمد بن حسين بن [٣] عبد الله بن إبراهيم، أبو شجاع الوزير ابن الوزير الروذراوريّ [٤] الأصل- بلدة من ناحية همذان- أهوازي [٥] المولد:

الوزير ابن الوزير، لأن أبا يعلى الحسين [٦] كاتبه القائم وهو بالأهواز بوزارته، وخاطبه بها فوصله الكتاب يستدعي له وهو ميت، وكان أبو شجاع قد قرأ الفقه والعربية، وسمع الحديث من جماعة منهم: أبو إسحاق الشيرازي، وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على «تجارب الأمم» ووزر للمقتدي سليما من طمع، وكان يملك حينئذ عينا ستمائة ألف دينار، فأنفقها في الخيرات والصدقات.

وقال أبو جعفر بن الخرقي: كنت أنا من أحد عشر يتولون إخراج صدقاته، فحسبت ما خرج على يدي فكان مائة ألف دينار، ووقف الوقوف، وبنى المساجد، وأكثر الأنعام على الأرامل واليتامى، وكان يبيع الخطوط الحسنة، ويتصدق بثمنها ويقول:


[١] في الأصل: «أنا معتزلي وهذا شبهي» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «محمد بن الحسن» .
[٤] في الأصل: «الروتداوري» . وفي المطبوعة: «الروذراوريّ» . وما أوردناه من باقي المراجع.
[٥] انظر ترجمته في: (وفيات الأعيان ٢/ ٦٩، والوافي بالوفيات ٣/ ٣، وطبقات السبكي ٣/ ٥٦، والأعلام ٦/ ١٠١، والبداية والنهاية ١٢/ ١٥٠، ١٥١، والكامل ٨/ ٥٠٥) .
[٦] في الأصل: «أبا يعلى الحسن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>