للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ عُثْمَانَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، وَإِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: أَيُّكُمَا سَبَقَ إِلَى خُرَاسَانَ فَهُوَ أَمِينٌ عَلَيْهَا [١] ، فَقَدِمَ ابْنُ عَامِرٍ نَيْسَابُورَ، وَجَاءَ سَعِيدٌ حَتَّى بَلَغَ الرَّيَّ. وكانت فتوح خراسان على يدي ابن عامر، فقَالَ له الناس: ما فتح الله عز وجل لأحد ما فتح الله عليك فارس وكرمان وسجستان وعامة خراسان، فقَالَ: لا جرم، لأجعلن شكري للَّه عز وجل أن أخرج من موضعي محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عُثْمَان بْن عَفَّانَ رضي الله عنه لامه على ما صنع وقَالَ: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.

وكناز المذكور كان ملك تلك الديار فِي زمان كسرى، وهو مجوسي من عبدة النار، وكأنه أحس بغلبة المسلمين فدعاهم إليه، فلما غلبوا تقبل البلدة منهم [وصالحهم على ما يؤديه.

وفِي هذه السنة:

حج بالناس عثمان رضي الله عنه] [٢] .

ذكر من توفي فِي هذه السنة من الأكابر

٢٥٦- عويمر بن عامر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية، أبو الدرداء [٣] :

كان آخر أهل داره إسلاما، وكان متمسكا بصنم له، وكان عَبْد اللَّهِ بن رواحة مؤاخيا له فِي الجاهلية، وأسلم ابن رواحة ودعاه فأبى وتجنبه. وجاءه يوما فلما خرج من ٣/ ب بيته دخل ابن رواحة فضرب الصنم بقدومه فقطعه، فقالت زوجته: / أهلكتني يا ابن رواحة. فخرج، وجاء أبو الدرداء فوجد المرأة تبكي خوفا منه، فقَالَ: ما شأنك؟ قالت:

أخوك ابن رواحة دخل إلى الصنم فصنع به ما ترى، فغضب غضبا شديدا، ثم فكر فِي نفسه، فقَالَ: لو كان عنده خير لدفع عن نفسه. فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم.


[١] في الأصل: «أمير عليها» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] طبقات ابن سعد ٧/ ٢/ ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>