للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان ها هنا شيخ له جموع وفوائد، فأفيدوني عنه، فدلوه على أبي القاسم ابن الثلاج، فلما اجتمع معه أخرج إليه جمعة لحديث قبض العلم وأنا فيه، حدثني أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي فقال الإدريسي: أين سمعت من هذا الشيخ؟ فقال: هذا شيخ قدم علينا حاجا فسمعنا منه، فقال أيها الشيخ: أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وهذا حديثي وو الله ما رأيتك ولا اجتمعت معك قبل هذا الوقت فخجل ابن الثلاج وقال العتيقي: ثم اجتمعت مع أبي سعد الإدريسي، فحدثني بهذه القصة، كما حدثني بها ابن بكير عنه، توفي ابن الثلاج في ربيع الأول من هذه السنة فجأة.

٢٩٣٣- عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان أبو عبد الله العُكْبري المعروف بابن بطة

[١] :

ولد يوم الاثنين لأربع خلون من شوال سنة أربع وثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وأبا بكر النيسابوري، وخلقا كثيرا، وسافر البلاد البعيدة في طلب العلم، روى عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، والأزجي، والبرمكي وغيرهم واثنى عليه العلماء الأكابر.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي القاضي أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبد الله بن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة فلم ير منها في سوق ولا رئي مفطرا إلا في يومي الأضحى والفطر وكان أمارا بالمعروف ولم يبلغه خبرا منكرا إلا غيره أو كما قال.

أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي [أخبرنا] العتيقي قال: كان ابن بطة شيخا صالحا مستجاب الدعوة، أخبرنا عبد الرحمن [أخبرنا أحمد] بن علي قال: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي عن [أبي محمد] الحسن بن علي الجوهري قال: سمعت أخي أبا عبد الله الحسين بن علي يقول: رأيت النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله: قد اختلفت علينا المذاهب فبمن نقتدي، فقال [لي] عليك بأبي عبد الله بن


[١] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ١٠/ ٣٧١- ٣٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>