للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرشي، قال: حدثني شريح بن يونس، قال: حدثنا عثمان بن مطر، عن هشام بن حسان، عن الحسن، قال:

لقيت أقواما كانوا فيها أحل الله لهم أزهد منكم [فيما حرم الله عليكم] [١] ولقد لقيت أقواما كانوا من حسناتهم أشفق ألا تقبل منهم من سيئاتكم، ولقد صحبت أقواما كان أحدهم يأكل على الأرض وينام على الأرض، منهم صفوان بن محرز المازني، كان يقول: إذا آويت إلى أهلي وأصبت رغيفا أكلته، فجزى الله الدنيا عن أهلها خيرا، والله ما زاد على رغيف حتى فارق الدنيا، فيظل صائما ويفطر على رغيف ويشرب عليه من الماء حتى يتروى، ثم يقوم فيصلي حتى يصبح، فإذا صلى الفجر أخذ المصحف فوضعه في حجره يقرأ حتى يترجل النهار ثم يقوم فيصلي حتى ينتصف النهار، فإذا انتصف النهار رمى بنفسه على الأرض فنام إلى الظهر، وكانت تلك نومته حتى فارق الدنيا، وكان إذا صلى الظهر قام فصلى إلى العصر، فإذا صلى العصر وضع المصحف في حجره، فلا يزال يقرأ حتى تصفر الشمس.

٤٥٤- عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن [٢] :

أسلم بمكة مع أبيه وهو صغير قبل أن يبلغ، وهاجر مع أبيه، وشهد غزوة الخندق وما بعدها، وحضر يوم القادسية ويوم جلولاء [٣] وما بينهما/ من وقائع الفرس.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عبد الله رجل صالح» [٤] وقال جابر بن عبد الله [٥] : ما أدركنا أحدا إلا وقد مالت به الدنيا إلا ابن عمر.

وقالت عائشة: ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] طبقات ابن سعد ٢/ ٢/ ١٢٤، ٤/ ١/ ١٠٥، وطبقات خليفة ٢٢، ١٩٠، والتاريخ الكبير ٥/ ٤، وتاريخ واسط ٧٧، ١٣٦، ١٨٠، والجرح والتعديل ٥/ ٤٩٢، وتاريخ بغداد ١/ ١٧١، والاستيعاب ٣/ ٩٥٠، وأسد الغابة ٣/ ٢٢٧، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٢٠٣، وتاريخ الإسلام ٣/ ١٧٧، والإصابة ٢/ ٣٨٣٤.
[٣] في الأصل: «ويوم جلق» ، وما أوردناه من ت.
[٤] الحديث عن حفصة، أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٥، ١٤٦، والبخاري في صحيحه ٢/ ٦١، ٦٩، ٧٤، ٥/ ٣٠، ٣١، ٩/ ٤٧، ٥١، ومسلم في صحيحه ٧/ ١٥٨، ١٥٩، وأبو داود ٣٨٢٥، والترمذي ٣٢١.
[٥] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢/ ٨٩٤، والإستيعاب لابن عبد البر ٣/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>