للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنك تعلم أنه لم يبارزه رجل قط إلا قتله، قَالَ له عمرو: ما يجمل بك إلا مبارزته، فقال معاوية: طمعت فيها بعدي.

ثم اقتتل الناس ليلة إلى الصباح، وهي ليلة الهرير، حتى تقصفت الرماح، ونفذ النبل، وصار الناس إلى السيوف، وأقبل علي رضي الله عنه يسير فِي الناس ويحرض، والأشتر فِي ميمنته، وابن عباس فِي الميسرة، وعلي فِي القلب، والناس يقتتلون من كل جانب. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ، [أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا] [١] أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ، قَالَ:

لَمَّا وَلِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، ثُمَّ رَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى صِفِّينَ، وَكَانَتِ الْحَرْبُ سَنَتَيْنِ، وَقُتِلَ بِصِفِّينَ سَبْعُونَ أَلْفًا: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَخَمْسَةٌ وِعْشِرُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وعشرون بدريا. وكان ٤٧/ أالمقام بِصِفِّينَ/ مِائَةَ يَوْمٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ فِيهِ تِسْعُونَ وَقْعَةً، وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ الْتَقَى الْحَكَمَانِ.

أَخْبَرَنَا الحافظ بن عبد الوهاب وابن ناصر [قالا: أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَبْد الجبار، أخبرنا ابن حيويه، أخبرنا أبو بكر بن الأنباري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد المقدمي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن سعد الزهري، أَخْبَرَنَا إسحاق بن أبي إسرائيل، أَخْبَرَنَا حماد بن زيد، عن هشام،] [٢] عن مُحَمَّد بن سيرين، قَالَ:

قتل يوم صفين سبعون ألفا، ما عرفت عدتهم إلا بالقصب، كان يوضع على كل قتيل قصبة.

[فصل]

فلما رأى عمرو [٣] بن العاص أن أمر العراق قد اشتد وخاف الهلاك، قال


[١] ما بين المعقوفتين: من ت، ومكانه في الأصل: «بإسناده عن أبي الحسن» .
[٢] في الأصل: بإسنادهما عن محمد بن سيرين.
[٣] تاريخ الطبري ٥/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>