للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: «مَا الَّذِي أَبْكَاكُمْ؟» قَالُوا: بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ] [١] وَقَالَ «وَمَا ظَنَنْتُمْ؟» قَالُوا:

ظَنَنَّا أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ عَلَيْنَا، قَالَ: «لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ» ، قَالُوا: فَظَنَنَّا أَنَّ أُمَّتَكَ كُلِّفُوا [٢] مِنَ الأَعْمَالِ مَا لا يُطِيقُونَ، قَالَ: «لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَلَكِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرِ أُمِّي، فصليْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَنُهِيتُ فَبَكَيْتُ ثُمَّ عُدْتُ فصليْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَاسْتَأْذَنْتُ/ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لها، فزجرت زجرا، فعلا بكائي» ثم دعي بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا فَمَا سَارَتْ إِلا هَيْنَةَ حَتَّى قَامَتِ النَّاقَةُ بِثِقَلِ الْوَحْيِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ... ٩: ١١٣ [٣] إِلَى آخِرِ الآيَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ آمِنَةَ كَمَا تَبَرَّأَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَبِيهِ

. ثم كانت غزاة الغابة [٤]

وهي على بريد من المدينة على طريق الشام في ربيع الأول.

قالوا: كانت لقاح [٥] رسول الله صلى الله عليه وسلم-[وهي] [٦] عشرون لقحة- ترعى بالغابة [وكان أبو ذر فيها] [٧] فأغار عليها عيينة بن حصن ليلة الأربعاء في أربعين [فارسا] [٨] فاستاقوها وقتلوا راعيها [٩] ، وجاء الصريخ فنادى: « [الفزع الفزع، فنودي:] [١٠] يا خيل الله اركبي» ، فكان أول ما نودي بها، وركب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَخَرَجَ غداة الأربعاء في


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
[٢] في الأصل: «كلفت» .
[٣] سورة: التوبة، الآية: ١١٣.
[٤] وتسمى أيضا «غزوة ذي قرد» . وذو قرد: ماء على نحو بريد من المدينة مما يلي بلاد غطفان، وقيل على مسافة يوم منها.
والغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام، فيه أموال لأهل المدينة، (راجع معجم البلدان) . (ووفاء ألوفا ٢/ ٣٦٠) .
[٥] اللقاح: الإبل الحوامل ذوات الألبان، (شرح أبي ذر ٣٢٩) .
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، وابن سعد.
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من أ، وابن سعد.
[٨] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ابن سعد.
[٩] كذا في الأصل، وفي أ، وابن سعد: «وقتلوا أبو ذر» . وكلاهما صحيح.
[١٠] في الأصل: «فقال: «يا خيل الله اركبي» . فكان أول» . وما أوردناه من ابن سعد، أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>