فمن الحوادث فيها هلاك عبد الوهاب بن بخت وهو مع البطال بن عبيد الله بأرض الروم، وذلك أن عبد الوهاب غزا مع البطال، فانكشفوا فألقى بيضته عن رأسه وصاح: أنا عبد الوهاب بن بخت، أمن الجنة تفرون؟ ثم تقدم في نحور العدو، فمر برجل يقول:
وا عطشاه، فقال له: تقدم فالري أمامك فخالط القوم فقتل [١] .
ومن ذلك: أن مسلمة بن عبد الملك فرق الجيوش في بلاد خاقان، ففتحت مدائن وحصون على يديه، وقتل وأسر وسبى، فحرق خلق كثير من الترك أنفسهم بالنار، ودان لمسلمة من كان من وراء جبال بلنجر، وقتل ابن خاقان.
ومن ذلك: غزوة معاوية بن هشام أرض الروم، فرابط ثم رجع.
وفي هذه السنة: صار جماعة من دعاة بني العباس إلى خراسان، فأخذ الجنيد رجلا منهم فقتله، وقال: من أصيب منهم فدمه هدر.
وفي هذه السنة: حج بالناس سليمان بن هشام بن عبد الملك، وقيل: بل إبراهيم بن هشام المخزومي. وأما عمال البلاد فالذين كانوا في السنة التي قبل هذه.
[١] على هامش الأصل: «وذكر الشيخ شمس الدين الذهبي في تاريخه أن أبا محمد البطال كان مقدم طلائع مسلمة، وكان فارس الإسلام، وأسدا ضرغاما، أوطأ الروم خوفا وذلا وله مواقف مشهورة....» .