وسمعت منه الحديث وأجاز لي جميع مسموعاته ومجموعاته، وأنشدنا يوم وداعه، وذكر أنها لأبي القاسم الجميل النيسابوري، وأنه سمعها منه:
سروري من الدهر لقياكم ... ودار سلامي مغناكم
وأنتم مدى أملي ما أعيش ... وما طاب عيشي لولاكم
جنابكم الرحب مرعى الكرام ... فلا صوح الدهر مرعاكم
كأن بأيديكم جنة ... ونارا فأرجو وأخشاكم
فحياكم الله كم حسرة ... أراني فراق محياكم
حشا البين يوم ارتحلتم حشاي ... بنار الهموم وحاشاكم
فيا ليت شعري ومن لي بأن ... أعيش إلى يوم ألقاكم
إذا ازدحمت في فؤادي الهموم ... أعلل قلبي بذكراكم
تود جفوني لو أنها ... مناخ لبعض مطاياكم
/ وأستنشق الريح من أرضكم ... لعلي أحظى برياكم
فلا تنسوا العهد ما بيننا ... فلسنا مدى الدهر ننساكم
فها أنتم أولياء النعيم ... وها أنا بالرق مولاكم
وخرج العلوي من بغداد في ربيع الآخر من هذه السنة.
[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]
٣٩٣٩- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن محمد، أبو الفتوح الغزالي الطوسي
[١] :
أخو أبى حامد، كان متصوفا متزهدا في أول أمره، ثم وعظ فكان متفوها وقبله العوام. وجلس في بغداد في التاجية ورباط بهروز، وجلس في دار السلطان محمود فأعطاه ألف دينار، فلما خرج رأى فرس الوزير في دهليز الدار بمركب ذهب وقلائد وطوق فركبه ومضى فأخبر الوزير، فقال: لا يتبعه أحد ولا يعاد إلى الفرس، وخرج يوما
[١] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٩٦، وفيه: «أبو الفتح الطوسي» ، وشذرات الذهب ٤/ ٦٠، والكامل ٩/ ٢٤٠) .