أن الأعراب قطعوا على قافلة الحاج قريبا من سميراء، فاستاقوا نحوا من خمسة آلاف بعير مع أحمالها.
واجتمع في المحرم من هذه السنة كسوف الشمس والقمر، وغابت الشمس منكسفة.
ويوم السبت النصف من جمادي الأولى: شخص المعتمد يريد اللحاق بمصر، فأقام يتصيد بالكحيل، فلما صار المعتمد إلى عمل إسحاق بن كنداج، وكان العامل على الموصل وعامة الجزيرة، وكان قد كتب إليه أبو أَحْمَد بالقبض على المعتمد، وعلى قواده، فأظهر أنه معهم، وقد كان قواد المعتمد حذروا المعتمد من المرور به، فأبى وَقَالَ: إنما هو غلامي. فلما صار في عمله لقيهم/، وصار معهم حتى نزل المعتمد منزلا قبل وصوله إلى عمل ابن طولون، فلما أصبح ارتحل الأتباع والغلمان الذين مع المعتمد [والعسكر] ، وبقي معه القواد فقال لهم: إنكم قد قربتم من عمل ابن طولون والمقيمين بالرقة من قواد، وأنتم إذا صرتم إلى ابن طولون فالأمر أمره، وانتم [١] من تحت يده، أفترضون بذلك وقد علمتم إنما هو كواحد منكم.
وجرت بينهم وبينه في ذلك مناظرة حتى تعالى النهار، ولم يرتحل المعتمد لاشتغال القواد بالمناظرة بينهم، ولم يجتمع رأيهم على شيء. فقال لهم ابن كنداج:
[١] «إذا صرتم إلى ابن طولون فالأمر أمره وأنتم» . ساقطة من ك.