للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى بركة الله، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل.

فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاءه يقول: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ يموت، فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة، فانتهوا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ وهو يموت، فتوفي عليه السلام حين زالت الشمس يوم الاثنين، فدخل المسلمون الذين عسكروا إلى المدينة، وكان لواء أسامة مَعَ بريدة بن الخصيب، فدخل بريدة بلواء أسامة حتى غرزه عند باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى أسامة ليمضي لوجهه، فمضى بريدة، إلى معسكرهم الأوّل، فلما ارتدت العرب كلم أبو بكر في حبس أسامة فأبى، وكلم أبو بكر أسامة في عمر أن يأذن له في التخلف ففعل، فلما كان هلال ربيع الآخر سنة احدى عشر خرج أسامة فسار إِلى أهل أبنى عشرين ليلة، فشن عليهم الغارة فقتل من أشرف له وسبى من قدر عليه وقتل قاتل أبيه ورجع إلى المدينة، فخرج أبو بكر في المهاجرين وأهل المدينة، يتلقونهم سرورًا بسلامتهم

[١] .

ومن الحوادث في مرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ مجيء الخبر بظهور مسيلمة والعنسي

[٢] قد ذكرنا أن مسيلمة قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فيمن أسلم ثم ارتد لما رجع إلى بلده، وكتب إِلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. وكان يستغوي أهل بلدته، وكذلك العنسي إلا أنه لم يظهر أمرهما [٣] إلا في حالة مرض رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، وكان رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ قد لحقه مرض بعد عوده من الحج ثم عوفي ثم عاد فمرض مرض الموت.

قال أبو مويهبة مولى رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ: لما رجع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ من حجه طارت الأخبار بأنه قد اشتكى/، فوثب الأسود باليمن، ومسيلمة باليمامة، فجاء الخبر عنهما إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ وثب طليحة في بلاد بني أسد بعد ما أفاق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ.


[١] في الأصل: «أهل المدينة تلقوهم بالسرور وبالسلام» . وما أوردناه من أ.
[٢] تاريخ الطبري ٣/ ٢٢٧.
[٣] في الأصل: «أمرهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>