للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد خربت، فاجتمع النصارى إلى الحسن بن موسى الأشيب وجمعوا له مائة ألف درهم على أن يحكم بها/ حتى تبنى، فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلما حضروا الجامع قال للشهود: أشهدوا علي بأني حكمت بأن لا تبنى هذه البيعة. فانصرف النصارى، ورد عليهم مالهم، ولم يقبل منهم درهما واحدا والبيعة خراب.

قال الخطيب: إنما فعل ذلك لثبوت البينة عنده أن البيعة محدثة بنيت في الإسلام [١] .

١١٧٤- سعيد بن وهب، أبو عثمان [٢] مولى بني أسامة بن لؤي

[٣] .

كان شاعرا من أهل البصرة، فأكثر القول في الغزل والخمر والمجون، وتصرف مع البرامكة، وتقدم عندهم، ودخل على الفضل بن يحيى يوما وقد جلس للشعراء فجعلوا ينشدونه ويأمر لهم بالجوائز حتى لم يبق منهم أحد ثم التفت إلى سعيد بن وهب كالمستنطق له. فقال له: أيها الوزير، إني ما كنت استعددت لهذه الحال، ولكن قد حضرني بيتان أرجو أن ينوبا عن قصيدة فقال: هاتهما، فرب قليل أبلغ من كثير. فقال:

مدح الفضل نفسه بالفعال ... فعلا عن مديحنا بالمقال [٤]

أمروني بمدحه قلت كلا ... كبر الفضل عن مديح الرجال [٥]

فطرب الفضل وقال [له] [٦] : أحسنت والله وأجدت، ولئن قل القول وندر لقد اتسع المعنى وكثر، ثم أمر له بمثل ما أعطى كل من أنشده يومئذ، وقال: لا خير فيما يجيء بعد بيتيك وقام من المجلس، وخرج الناس لا يتناشدون إلا البيتين [٧] ، وكان لسعيد بن وهب عشرة بنين، وعشر بنات.


[١] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ٧/ ٤٢٧.
[٢] في الأصل: «أبو عبد الرحمن» .
[٣] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ٩/ ٧٣- ٧٤.
[٤] في الأصل: «بالمال» .
[٥] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ٩/ ٧٣.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في ت: «لا يتناشدون غيرهما» .

<<  <  ج: ص:  >  >>