للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومناه، وأوهمه أنه قد صفح عنه، فتغدى معه، ثم دعاه بالليل فاستحلفه أن لا يكتمه شيئا من أمره [١] [فشرح لَهُ قصته، وسمى لَهُ جميع من دب فِي أمره، ثم دعا الحارث] [٢] ، فقص عَلَيْهِ مثل مَا قص العباس فصفح عن الحارث، ودفع العباس إِلَى الأفشين، وتتبع المعتصم أولئك القواد، فأخذوا جميعا، وَكَانَ منهم أحمد بْن الخليل، فأمر به أن يحمل عَلَى بغل بإكاف بلا وطاء [٣] ، ويطرح فِي الشمس إذا نزل [٤] ، ويطعم كل يوم رغيفا واحدا، وَكَانَ منهم عجيف، فدفع إِلَى إيتاخ، فعلق عَلَيْهِ حديدا كثيرا، فلمَا نزل العباس ٣٩/ ب منبج- وَكَانَ العباس [٥] جائعا-/ سأل الطعام فقدم إِلَيْهِ، فأكل فلمَا طلب المَاء منع وأدرج فِي مسح، فمَات فيه بمنبج، وكذلك عجيف قدم إليه الطعام ومنع المَاء فمَات، وأهلك كل واحد من القوم بسبب ورود المعتصم سامراء [سالمَا] [٦] ، فسمى العباس يومئذ اللعين [٧] .

ولمَا فتح المعتصم عمورية، قَالَ محمد بْن عبد الملك الزيات:

أقام الإمَام منار الهدى ... وأخرس [٨] ناقوس عموريه

فقد أصبح الدين مستوسقا ... وأضحت زياد الهدى واريه [٩]

[حصول جارية محمود الوراق فِي يد المعتصم بعد موت سيدها]

ومن الحوادث: حصول جارية محمود الوراق فِي يد المعتصم [١٠] بعد موت سيدها محمود الوراق [١١] .

أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أحمد [بن عَلِيِّ] [١٢] بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر النجار، أَخْبَرَنَا أبو محمد العتكي، حَدَّثَنَا يموت بْن المزرع، عن الجاحظ قَالَ: طلب المعتصم جارية كانت لمحمود الوراق، وَكَانَ نخاسا، بسبعة آلاف دينار [فامتنع محمود من بيعها، فلمَا مَات محمود اشتريت للمعتصم من ميراثه بسبعمَائة دينار] [١٣] ، فلمَا دخلت عَلَيْهِ، قَالَ [لها] [١٤] : كيف رأيت تركتك [حتى


[١] في ت: «لا يكتمه من أمره شيئا» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «على مركوب بلا وطاء» .
[٤] «إذا نزل» ساقطة من ت.
[٥] في ت: «وكان جائعا فسأل الطعام» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] تاريخ الطبري ٩/ ٧١- ٧٩.
[٨] في ت: «وأخرق» .
[٩] في ت: «مورية» .
[١٠] «في يد المعتصم» ساقطة من ت.
[١١] في ت: «بعد موته للمعتصم» .
[١٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>