كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

ثم دخلت سنة خمس وتسعين واربعمائة [١] - ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر - ج: 17 - ص: 77

وفيها جرى لجكرميش- وكان من مماليك جلال الدولة ملك شاه، ثم صارت الجزيرة والخابور بيده- أن جماعة من السواد أتوه يشكون من عمالهم، فعمل دعوة اشتملت على ألف رأس من الغنم والبقر وغير ذلك من الدجاج والحلواء، ولم يحضر الخبز ثم دعا وجوه العسكر فعجبوا إذ لم يروا خبزا، وقالوا: ما السبب في هذا؟ فقال:

الخبز إنما يجيء من الزرع، والزرع إنما يكون بعمارة السواد، وقد أضررتم بأهل إقطاعكم فاستغلوه الآن انتم بتحصيل الطعام، فعملوا بالتوصية وتابوا.

وفي هذه السنة: عم الرخص كثيرا ببغداد في الطعام وفي الفواكه.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٧٢٤- الأعز

[١] :

وزير السلطان بركيارق، قتلته الباطنية بباب أصبهان.

٣٧٢٥- الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الفضل، أبو علي الكرماني الشرقي الصوفي:

رحل في طلب الحديث، وعنى بجمعه وسمع الكثير، وكان فيه دين وعبادة وزهد يصلي بالليل، لكنه روى ما لم يسمع فافسد ما سمع، وكان المؤتمن أبو نصر يقول: هو كذاب.

توفي هذه السنة وقد جاوز السبعين.

٣٧٢٦- محمد بن أحمد بن عبد الواحد، أبو بكر الشيرازي يعرف بابن الفقير

[٢] :

شيخ صالح، سمع أبا القاسم بن بشران، وروى عنه شيخنا عبد الوهاب، وقال:

كان يخرب فبر أبي بكر الخطيب، ويقول: كان كثير التحامل على أصحابنا يعني الحنابلة، إلى أن رأيته يوما وأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كان رجلا حافظا إماما

---

[١] انظر ترجمته في: (الكامل ٩/ ٥٠) .
[٢] في ت: «المعروف بابن الفقير» .