للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وثمانين]

[فمن الحوادث فيها هلاك عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث [١]]

وسبب ذلك أنه لما رجع إلى رتبيل قال له رجل [كان] [٢] معه يقال له علقمة بن عمرو: ما أريد أن أدخل معك، قال: لم؟ قال: لأني أتخوف عليك وعلى من معك، والله لكأني بكتاب من الحجاج قد جاء إلى رتبيل يرغبه ويرهبه فإذا هو قد بعث بك سلما أو قتلكم، ولكن ها هنا خمسمائة قد تبايعنا على أن ندخل مدينة فنتحصن فيها، ونقاتل حتى نعطى أمانا أو نموت كراما. فقال له عبد الرحمن: أما إنك لو دخلت معي لآسيتك وأكرمتك. فأبى عليه. فدخل عبد الرحمن إلى رتبيل، وخرج هؤلاء الخمسمائة [٣] فبعثوا عليهم مودودا النضري [٤] ، وأقاموا حتى قدم عليهم عمارة بن تميم، فقاتلوه وامتنعوا منه حتى آمنهم، فخرجوا إليه فوفى لهم.

وتتابعت كتب الحجاج إلى رتبيل في عبد الرحمن: أن ابعث به إليّ، وإلا فو الله الّذي لا إله إلا هو لأوطئن أرضك ألف ألف مقاتل. وكان عند رتبيل رجل من بني تميم يقال له عُبَيْد بن أبي سبيع، [٥] فقال له: أنا آخذ لك من الحجاج عهدا ليكفّنّ الخراج


[١] تاريخ الطبري ٦/ ٣٨٩.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «الخمسة» خطأ وما أوردناه من ت.
[٤] في الأصل: «مودود البصري» وما أوردناه من الله والطبري.
[٥] في الأصل: «ابن أبي سميع» . وما أوردناه من الله والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>