للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما حمل الرأس إلى السلطان حكى له الذي أسره أنه وجد في جيبه خمسة دنانير، وأحضرها، فتقدم السلطان إلى أن يفرغ المخ من رأسه ويأخذ الخمسة دنانير، ثم أنفذه حينئذ إلى دار الخلافة، فوصل في يوم السبت النصف من ذي الحجة، فغسل ونظف، ثم ترك على قناة، وطيف به من غد، وضربت البوقات والدبادب بين يديه، واجتمع من النساء والنفاطين [وغيرهم] [١] بالدفوف ومن يغني بين يديه، ونصب من بعد ذلك [٢] على رأس الطيار مدة [٣] بإزاء دار الخلافة، ثم أخذ إلى الدار.

وعرض في يوم السبت المذكور من الجو انقضاض كواكب كثيرة، ورعد شديد قبل طلوع الشمس بساعة، وكان ذلك مفرطا.

وهرب ابن مزيد إلى البطيحة ونجا معه ابن البساسيري وبنته/ وأخواه الصغيران ٣٠/ أووالدتهما، وكانت العرب سلبتهم فاستهجن ابن مزيد ذلك وارتجع ما أخذ، ثم هرب ابن البساسيري إلى حلب، ثم توسط أمر ابن مزيد مع السلطان، فأطلق أولاده وإخوته، وحضر فداس البساط، وأصعد معه إلى بغداد، ونهب العسكر ما بين واسط والبصرة والأهواز.

وفي هذا الشهر: أنفذ السلطان من واسط والدة الخليفة، ووالدة الأمير أبي القاسم عدة الدين بن ذخيرة الدين، ووصال القهرمانة، وكن في أسر البساسيري، فتبعهم جمع كثير من الرجال والنساء المأخوذين في الوقعة.

وفي هذا الشهر: عول من الديوان علي بن أبي علي الحسن بن عبد الودود بن المهتدي في الخطابة بجامع المنصور بدلا من أبي الحسن بن أحمد بن المهتدي، وعزلا له لأجل ما أقدما عليه في أيام البساسيري من تولى الخطبة في هذا الجامع لصاحب مصر.

قَالَ محمد بن عبد الملك الهمذاني: ولما عاد القائم من الحديثة لم ينم على


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «وقعد ما قعد» .
[٣] «مدة» سقطت من ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>