للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريف الآباء وموضعك الحالي بالاختصاص والاختيار ما يقتضيه إخلاصك المحمود اختياره، الزاكية آثاره توجب التعويل عليك في تنفيذ المهام، والرجوع إلى استصوابك في النيابة التي يحسن بها القيام، وجماعة الأولياء والأتباع مأمورون بمتابعتك وامتثال ما تصرفهم عليه من الخدم في إبدائك وإعادتك، فاحفظ نظام الدين، وتقدم إلى من جرت عادته بملازمة الخدمة وسائر الأعوان، وتوفر على مراعاة، الأحوال بانشراح [١] صدر وفراغ ٨٥/ ب بال، فإن الإنعام لك شامل، وبنيل آمالك/ كافل إن شاء الله» .

ثم تقدم الخليفة بعد مدة من عزل الوزير بإطلاقه إلى دار يمن، وجمع بينه وبين أهله وولده وفعل معه الجميل.

ثم قدم أقضى القضاة أبو سعد الهروي من العسكر بهدايا من سنجر ومال، وأخبر أن السلطان محمود قد استوزر عثمان بن نظام الملك، وقد [عول] [٢] عثمان على القاضي الهروي بأن يخاطب الخليفة في أن يستوزر أخاه أبا نصر أحمد بن نظام الملك، وأنه لا يستقيم له وزارة وابن صدقة بدار الخلافة، وقال: أنا أتقدم إلى من يحاسبه على ما نظر للسلطان فيه من الأعمال ويحاققه. وأن أراد المسالمة فالدنيا بين يديه، فليتخير أي موضع أحب فليقم فيه، فتخير ابن صدقة حديثة الفرات ليكون عند سليمان بن مهارش، فأجيب وأخرج وحقر فوقع عليه يونس الحرمي، وجرت له معه قصص وضمانات حتى وصل الحديثة، ورأى في البرية رجلا فاستراب به، ففتش فإذا معه كتاب من دبيس إلى يونس يحثه على خدمة الوزير أبي علي وكتاب باطن يضمن له إن سلمه إليه ستة آلاف دينار عينا وقرية يستغلها كل سنة ألفي دينار.

واستدعى أبو نصر أحمد بن نظام الملك في نصف رمضان من داره بنقيب النقباء على بن طراد وابن طلحة صاحب المخزن، ودخل إلى الخليفة وحده، وخرج مسرورا، وأفردت له دار ابن جهير بباب العامة، وخلع عليه في شوال، وخرج إلى الديوان وقرئ عهده وكان علي بن طراد بين يديه يأمر وينهى، وأمر بملازمة مجلسه.

فأما حديث دبيس فقد ذكرنا ما تجدد بينه وبين الخليفة من الطمأنينة وأسباب


[١] في الأصل: «مراعاة الأخوان بانشراح صدر» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>