للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهمّ إن كان هذا لك رضا فأعني عليه وسددني، فإن كان غير رضا فاصرفه عني بموت، وأقبل في اثني عشر رجلا، ثم اجتمع أصحابهم وأخذ خزان بيت المال وصاحب البريد وكل من يحذره، وقبضوا سلاحا كثيرا من المسجد كان فيه. وخرج الوليد إلى حصن للعرب، وقصده أصحاب يزيد فقاتلهم في جماعة معه، وقال لأصحابه: من جاء برأس فله خمسمائة، فجاء قوم بأرؤس، فقال: اكتبوا أسماءهم، فقال رجل: ما هذا يوم يعمل فيه بنسيئة، فتفرق عنه أصحابه فدخل الحصن وأغلق الباب وقال: أما فيكم رجل له حسب وحياء أكلمه كلمة؟ فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، قال: ألم أزد في أعطياتكم، ألم أعط فقراءكم، ألم أخدم زمناكم، فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله، فرجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفا وقال: يوم كيوم عثمان.

ثم إن أصحاب يزيد علوا حائط [١] الدار، وكان أول من علاه يزيد بن عنبسة، فنزل إلى الوليد وسيف الوليد إلى جنبه، فقال له ابن عنبسة: نح سيفك، فقال له الوليد:

لو أردت السيف لكان لي ولك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد وهو يريد أن يحبسه ويؤامر فيه، فنزل من الحائط عشرة [٢] ، فضربه أحدهم [٣] على رأسه، وضربه آخر على وجهه [٤] ، واحتز آخر رأسه [٥] ، وقدم بالرأس على يزيد فسجد، وكانوا قد قطعوا كفه، فبعثوا بها إلى يزيد قبل الرأس، فأمر يزيد بالرأس فطيف به في دمشق ثم نصب [٦] .

وكان يزيد قد جعل في رأس الوليد مائة ألف، وانتهب الناس عسكره وخزانته.


[١] في الأصل: « [؟] تحلوا» هكذا بدون نقط. وفي ت: «فعلوا الحائط» .
[٢] ذكرهم الطبري ٧/ ٢٤٦، منهم: «منصور بن جمهور، وحبال بن عمرو الكلبي، وعبد الرحمن بن عجلان مولى يزيد بن عبد الملك، وحميد بن نصر اللخمي، والسري بن زياد بن أبي كبشة، وعبد السلام اللخمي» .
وفي الأغاني: «منصور بن جمهور، وعبد الرحمن، وقيس مولى يزيد بن عبد الملك، والسري بن زياد بن أبرهة» .
[٣] في الطبري الّذي ضربه هو: «عبد السلام اللخمي» . وفي الأغاني: «عبد الرحمن السلمي» .
[٤] في الطبري والأغاني: «السري بن زياد» .
[٥] في الطبري هو: «أبو علاقة القضاعي» .
[٦] في ت: «فأمر يزيد بالرأس فنصب وطيف به في دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>