للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امتلأ صحن الجامع ولم يمكن للأكثرين وصول إلينا/ وحفظ الناس بالرجالة خوفا من ١٠٧/ أفتنة وما زال الزحام على حلقتنا كل جمعة وكانت ختمتنا في المدرسة ليلة سبع وعشرين فعلق فيها من الاضواء ما لا يحصى واجتمع من الناس ألوف كثيرة فكانت ليلة مشهودة ثم عقدت المجلس يوم الأربعاء سابع شوال تحت المدرسة فاجتمع الناس من الليل وباتوا وحزر الجمع يومئذ بخمسين ألفا وكان يوما مشهودا.

وكان تتامش الأمير قد بعث إلى بلد الغراف من نهبهم وآذاهم حتى بلغني ان قوما منهم قتلوا وقوما غرقوا فجاء منهم جماعة فاستغاثوا بجامع القصر في شوال ومنعوا الخطيب وفاتت الصلاة أكثر الناس وأنكر أمير المؤمنين ما جرى وأن تتامش وزوج أخته قيماز لم يحفلا بالإنكار وأصروا على الخلاف وجرت بينهما وبين ابن العطار منابذات ثم بعث أمير المؤمنين مختار الخادم فأصلح بينهم فلما كان الغد أظهرا الخلاف وأصرا عليه وضربوا النار في دار ابن العطار.

ثم في يوم الأربعاء خامس ذي القعدة [جاءوا] [١] وطلبوه فنجا وبعث إلى قيماز ليحضر فأبى وبارز بالعناد وكان قد حالف الأمراء على موافقته فبان قبح المضمر فصيح في العوام للخصومة وضربت ناحية قيماز بقوارير النفط فنقب حائطا من داره إلى درب بهروز وخرج من البلد ضاحي نهار ومعه تتامش ابن احماه وعدد يسير من الأمراء ودخل العوام إلى دار قيماز ودور الأمراء الذين هربوا معه فنهبوا وأخذوا أموالا زائدة عن الحد واحرقوا من الدور مواضع كثيرة وبقي الخارجون من البلد في الذل والجوع وقصدوا حلة ابن مزيد ثم/ خرجوا عنها فطلبوا الشام وق تفلل جمعهم وبقي معهم عدد يسير ثم ١٠٧/ ب جعل حاجب الباب ابن الوكيل صاحب الديوان.

وفي يوم الخميس ثالث عشرين ذي القعدة: خلع على الوزير ابن رئيس الرؤساء وأعيد إلى الوزارة وجلس في الديوان ثم خلعت عليه خلع الوزارة واحضرنا للاستفتاء في حق قيماز وما يجب عليه من مخالفته أمير المؤمنين فكتب الفقهاء كلهم انه مارق.

ثم جاء الخبر يوم الجمعة سابع عشرين ذي الحجة بأن قيماز توفي ودفن وأن أكثر أصحابه مرضى فأعيد سعد الشرابي إلى شغله وسلمت خزانة الشراب اليه.


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>