للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ليلة الأحد ثاني ربيع الأول: نقلت جثة أبي القاسم ابن المسلمة إلى ما يقارب الحريم الطاهري، ونصبت على دجلة.

وفي بكرة الثلاثاء رابع هذا الشهر، / خرج البساسيري إلى زيارة المشهد بالكوفة ٢٣/ ب على أن ينحدر من هناك إلى واسط واستصحب معه غلة في زورق [١] ليرتب العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي، ويجريه إلى المشهد بالحائر، وفاء بنذر كان عليه، وأنفذ من ابتدأ بنقض تاج الخليفة فنقضت شرافاته فقيل له: هذا لا معنى فيه، والقباحة فيه أكثر من الفائدة، فأمسك عن ذلك.

ثم إن السلطان طغرلبك ظفر بأخيه إبراهيم فقتله، وقتل ألوفا من التركمان، وأنفذ إلى قريش يلتمس خاتون ويخلط بذلك ذكر الخليفة، ورده إلى مكانه، فرد خاتون وأجاب عما يتعلق بالخليفة بأن ما جرى [٢] كان من فعل ابن المسلمة، ومتى وقع تسرع في المسير إلى العراق، فلست آمن أن يتم على الخليفة أمر يفوت وسبب يسوء، ولسنا بحيث نقف لك ولا نحاربك، وإنما نبعد وندعك، فربما ماست العساكر من بلادها ففتحت البثوق وخربت [٣] السواد، وأنا أتوصل في جميع ما يراد من البساسيري.

وراسل قريش البساسيري يشير عليه بما التمسه السلطان طغرلبك، ويحذره المخالفة له ويقول: قد دعوت إلى السلطان على ستمائة فرسخ فخدمناه، وفعلنا ما لم يكن يظنه [٤] ، ومضى لنا ستة أشهر مذ فتحنا العراق ما عرفنا منه خبرا، ولا كتب إلينا حرفا، ولا فكر فينا، وقد عادت رسلنا بعد سنة وكسر صفرًا من شكر وكتاب، فضلا عن مال ورجال، ومتى تجدد خطب فما يشقى به غيري وغيرك، والصواب المهادنة/ ٢٤/ أوالمسالمة، ورد الخليفة إلى أمره، والدخول تحت طاعته، وأن يستكتب أمنه.

وفي هذه السنة: كان بمكة رُخْصٌ لم يشاهد مثله، وبلغ البر والتمر مائتي رطل بدينار وهذا غريب هناك.


[١] في الأصل: «زواريقه» .
[٢] في الأصل: «وأجاب عن الخليفة بأن الّذي جرى» .
[٣] في ص: «وخرب» .
[٤] في الأصل: «فعله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>