للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد كتاب المسافرين من دمشق بسلامتهم من طريق السماوة، وأنهم مطروا في نصف تموز حتى كانت الجمال تخوض في الماء، وامتلأت المصانع والزُّبى [١] .

وفيها: زادت الغارات، حتى إن قوما من التجار أعطوا على وجه الخفارة من النهروان أربعة عشر ألف دينار ومائة كر ومائتي رأسا من الغنم.

وفي شوال: عاد لقريش بن بدران رسول يقال له: نجدة من حضرة السلطان، وكان قريش قد أنفذ هذا الصاحب في صحبة السيدة أرسلان خاتون امرأة القائم بأمر الله، وأصحبه رسالة إلى السلطان يعده برد الخليفة إلى داره، ويشير عنه بالقرب ليفعل ذلك، ويتمكن منه، وكان قد ورد كتاب من السلطان إلى قريش عنوانه للأمير الجليل علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران مولى أمير المؤمنين من شاهنشاه المعظم ملك المشرق والمغرب طغرلبك أبي طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق وعلى رأس الكتاب العلامة السلطانية [٢] بخط السلطان: «حسبي الله» وكان في الكتاب والآن قد سرت بنا المقادير إلى كل عدو للدين، والملك ولم يبق لنا وعلينا من المهمات إلا خدمة سيدنا ٢٤/ ب ومولانا الإمام القائم بأمر الله/ أمير المؤمنين واطلاع أبهة إمامته على سرير عزه، فإن الذي يلزمنا ذلك ولا فسحة في التضجيع فيه ساعة واحدة [٣] من الزمان، وقد أقبلنا بخيول المشرق إلى هذا المهم العظيم، ونريد من الأمير الجليل علم الدين إتمام السعي النجيح، الذي وفق له، وتفرد به، وهو أن يتم وفاءه من أمانته وخدمته في باب سيدنا ومولانا القائم بأمر الله، أمير المؤمنين من أحد الوجهين إما ان يقبل به إلى ذكر عزه، ومثوى إمامته، وموقف خلافته من مدينة السلام، وينتدب بين يديه موليا [٤] أمره ومنفذا حكمه، وشاهرا سيفه وقلمه، وذلك المراد، وهو خليفتنا في تلك الخدمة المفروضة، وتولية العراق بأسرها، وتصفى له مشارع برها وبحرها لا يطأ حافر خيل [٥] من خيول


[١] في الأصل: «والرّبا» . والزّبى، والرّبا بمعنى واحد، فالزّبية: هي الرابية التي لا يعلوها الماء. (لسان الميزان ص ١٨١٠ ط دار المعارف) .
[٢] في الأصل: «علامة السلطان» .
[٣] «واحدة» سقطت من ص.
[٤] في الأصل: «متوليا» .
[٥] في الأصل: «لا يطأ خيل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>